آثار الأنمي على الجيل العربي
آثار الأنمي على الجيل العربي
بلا شك للأنمي جانب إيجابي في عدد من النواحي المُختلفة على الجيل العربي، مثل الاطّلاع على معارف علمية وتاريخية، وتطوير الذائقة الفنيّة والوعي بالعلاقات الإجتماعية، ولكن أمام هذه الإيجابيات هناك عدد كبير من الأمور السلبية الخطيرة، ومنها:
ارتباط الأنمي بالماسونيّة: وعلى الرغم من صعوبة تحديد طبيعة المُنظّمة، فإن هدفها واضح كما صرّحت به، فهي تسعى لوضع نظام اجتماعي جديد، شعاره: حُرية، مساواة، إخاء.
فالحُرية تعني الحُرية الشخصيّة التي تؤسس الفردانية والمصلحة الذاتية، وتقلل من شعور الإنسان بالمسؤولية الاجتماعية، أما المساواة تعني إلغاء الفروق ومنها ما بين الجنسين، والإخاء يعني المماثلة بإلغاء التفاضل بين الأديان والأفكار لجعلها جميعًا على مستوى واحد، وقد هيمنت الماسونية على العديد من الأنمي، فظهرت رموزها فيها مثل العين الواحدة وغيرها.
كذلك انتشار الأفكار العقائدية المُنحرفة، فيظهر في الكثير من الأنمي صورة الآلهة والأرواح والشياطين التي تظهر في أعمال الخير، وجميعها أفكار منافية تمامًا للعقيدة الإسلامية.
وخطورة التعرّض لهذه الأفكار أنها تُنّمي حالة “تأثير التعرّض المحض” ومبدأ “الأُلفة”: بحيث إذا تعرّض الإنسان لصورة معينة متكررة، فإن القضية ستصبح مألوفة حتى لو كان يرفضها مُسبقًا، فإن الأنمي يجعل الشاب العربي في حالة تقبّل لأفكار حركة العصر الجديد، التي تسعى لصهر الأديان، فتستفيد من روحانيات الأديان دون التقيّد بأحكامه وتشريعاته، وذلك لعلاج حالة الفراغ الروحي الذي يعاني منه الغرب بسبب نمو النزعة الاستهلاكية.
كما يعزز الأنمي فلسفة الإنسانوية التي تجعل الإنسان مركز الحياة، بجانب ذلك تبدّل الثقافة وضياع الهوية من خلال بعض المشاهد، كإبراز نمط المرأة الذكورية التي تتميز بالقوة البدنية والشجاعة، وما يقابلها من صورة الفتى المخنّث، والكثير من المشاهد التي لا تخلو من إيحاءات جنسية، ومن ثم تضعف العلاقات الاجتماعية، ويقل اتجاه الشباب والفتيات إلى الزواج وتكوين الأسرة، ويظهر الشذوذ والانحراف الجنسي.
إلى جانب ذلك هناك مشاهد العنف والكثير من الدماء والقتل، التي تقلل الحساسية تجاه العمل العنيف.
الفكرة من كتاب الأنمي وأثره في الجيل العربي
“الأنمي” هذه الرسوم المُتحركة اللطيفة، التي شكّلت جزءًا من ذكرياتنا الطفوليّة، هل تبدو جميعها بهذه البراءة التي عرفناها؟ أم أن الأمر مُختلف عن ما عرفناه من “سبيستون”؟
بلا شك؛ فالكثير من الأمور قد تغيّرت مع وجود شبكة الإنترنت وإتاحة أشكال “الأنمي” المختلفة، مما أدّى إلى انتشاره بشكل كبير بين أبناء العالم العربي، وهذا بدوره يستحق منّا الوقوف لفهم طبيعة هذا الاختراق الثقافي الجديد، وما سر انجذاب الكثير من المراهقين والشباب إليه.
ومن هنا يُقدّم لنا الكتاب دراسة تحليلية لظاهرة “الأنمي” من خلال فهم أصولها، وطبيعتها، وتأثيرها، وذلك لجعل المُربين وأولياء الأمور على قدر من الوعي بحقيقة الخطر الذي يحمله الأنمي للمجتمع العربي والإسلامي.
مؤلف كتاب الأنمي وأثره في الجيل العربي
حيدر محمد الكعبي: كاتب وباحث عراقي في المركز الإسلاميّ للدّراسات الاستراتيجيّة بالعراق، من مؤلفاته: الدراما التلفزيونية وأثرها في المجتمع.