الأنمي والعالم العربي
الأنمي والعالم العربي
قبل السبعينيات من القرن العشرين بدأ الأنمي رحلته في العالم العربي، وقد كان انتشاره في حالة من التدّرج الزمني، ولهذا يُمكننا تقسيمه إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: كانت بدخول الأنمي المُدبلج إلى التلفزيون العربي التابع للحكومات العربية، ولكنه كان نادرًا جدًّا لأن ساعات البث المُخصصة للأطفال على هذه القنوات مُحددة، وكان الأنمي خلال هذه الفترة يخضع لمراقبة شديدة بحيث يصير موافقًا للثقافة العربية.
أما المرحلة الثانية: فقد بدأت عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ومع تصاعد الحديث حول العالم العربي والإسلامي، اتجهت اليابان إلى الدول العربية، فأنشأت عددًا من المؤسسات اليابانية هناك، بجانب ذلك بدأ البث الفضائي، فكانت قناة “سبيستون” مرتبطة بمركز الزُّهرة المختص بدبلجة الرسوم المتحركة اليابانية، وتعتبر القناة أول درجة لدخول أبناء القرن الحادي والعشربن إلى عالم الأنمي، إلا أنه خلال هذه الفترة ما زال الأنمي خاضعًا للرقابة وفق المعايير العربية؛ إلا أنها أقل من سابقتها.
وأخيرًا في المرحلة الثالثة: بدأ الأنمي ينتشر عبر شبكة الإنترنت، ولم تكن هناك أي رقابة رسمية للمحتوى المنشور، فنشطت حركة الانتشار بشكل سريع، وبجانب ذلك بدأ عدد من الأنشطة المتعلقة بالأنمي بالظهور كالمهرجانات وبيع المنتجات المتعلقة بالأنمي.
فكان أول مهرجان مُقام للأنمي في القاهرة، وفي عام 2016م افتتحت الإمارات أول مهرجان للأنمي بأبو ظبي، وكذلك الجزائر والعراق، والسعودية التي أُقيم فيها أكبر مهرجانات الأنمي في الشرق الأوسط.
ومع الإنترنت أيضًا انتشرت العديد من المدوّنات الإلكترونيّة وقنوات اليوتيوب الخاصة بالأنمي والمانجا، وعدد من مواقع مشاهدة وتحميل الأنمي وصفحات التواصل الإجتماعي، ويُلاحظ أن أغلبها تم افتتاحه بعد عام 2011م، وأن أغلب اليوتيوبرز المتخصصين بتحليل الأنمي ومراجعته من السعودية.
الفكرة من كتاب الأنمي وأثره في الجيل العربي
“الأنمي” هذه الرسوم المُتحركة اللطيفة، التي شكّلت جزءًا من ذكرياتنا الطفوليّة، هل تبدو جميعها بهذه البراءة التي عرفناها؟ أم أن الأمر مُختلف عن ما عرفناه من “سبيستون”؟
بلا شك؛ فالكثير من الأمور قد تغيّرت مع وجود شبكة الإنترنت وإتاحة أشكال “الأنمي” المختلفة، مما أدّى إلى انتشاره بشكل كبير بين أبناء العالم العربي، وهذا بدوره يستحق منّا الوقوف لفهم طبيعة هذا الاختراق الثقافي الجديد، وما سر انجذاب الكثير من المراهقين والشباب إليه.
ومن هنا يُقدّم لنا الكتاب دراسة تحليلية لظاهرة “الأنمي” من خلال فهم أصولها، وطبيعتها، وتأثيرها، وذلك لجعل المُربين وأولياء الأمور على قدر من الوعي بحقيقة الخطر الذي يحمله الأنمي للمجتمع العربي والإسلامي.
مؤلف كتاب الأنمي وأثره في الجيل العربي
حيدر محمد الكعبي: كاتب وباحث عراقي في المركز الإسلاميّ للدّراسات الاستراتيجيّة بالعراق، من مؤلفاته: الدراما التلفزيونية وأثرها في المجتمع.