ما يُميّز عالم الأنمي
ما يُميّز عالم الأنمي
إن الرسوم اليابانية تختلف عن نظيرتها من الرسوم الغربية من خلال اعتمادها على بعض النقاط الهامّة في عملها على الأنمي، ومن هذه النقاط: استخدامها لمعايير مثاليّة للجمال، وتوظيفها المُبالغ للخيال للخروج عن المألوف، حتى المُبالغة في تعابير الحُزن والفرح والغضب، والمبالغة في حركات الجسد، وهذا الخيال المُبالغ يُقدّم إشباعًا نفسيًّا للشباب والمُراهقين، لأنه يجنح بهم نحو عالم الأحلام ويفصلهم عن المنطق والواقع الذي قد يكون مقيّدًا لطاقاتهم.
كما يوظف الأنمي الأفكار العميقة المُتعلقة بالبيئة الشرقية المُهتمة بالأبعاد النفسية والعقلية، ومن ثم نجدها تتركّب من عاطفة مؤثرة جدًّا، إلى جانب الموسيقى التصويرية العالية، كما تلتزم بأقصى معايير التأثير الدرامي.
إلى جانب ذلك، يوظف الأنمي الإثارة الجنسية لتحتل مشاهد واسعة، كبعض المشاهد التي تُلمّح لسلوك جنسي أو إظهار أجساد الفتيات بشكل مبالغ، والغرض من ذلك هو دفع الشباب الياباني لتنشيط علاقاتهم الجنسية التي شهدت تراجعًا كبيرًا بسبب ضغوط العمل وتجنّب المسؤوليات، ولسبب آخر وهو المردودات الاقتصادية الكبيرة.
وليس لأن الأنمي رسوم متحركة فهو للأطفال فحسب، بل إن الأنمي يختلف باختلاف الجمهور المُستهدف، فقد يكون للطفل، أو المراهق أو البالغ، كما أنه يختلف باختلاف المحتوى، فمنه ما هو كوميدي، خارق للطبيعة، رومانسي، خيال علمي، مغامرات، غموض، رُعب، تاريخي، وغيرها من الأصناف الفرعيّة التي لها مواضيعها المُخلتفة.
كما أن هُناك مصطلحات ذات صلة بالأنمي، مثل: المانجا وهي القصص المصوّرة، وأوتاكو وهو الشخص المهووس بكل ما يتعلق بالأنمي والمانجا، ومصطلح كوسبلاي: وهو التشبّه بشخصيّة من شخصيات الأنمي، ومصطلح وايفو: ويعني فتاة الأنمي التي يرتبط بها المُشاهد عاطفيًّا ويعتبرها زوجة، ومصطلح هوزباندو وهو الزوج المثالي من شخصيات الأنمي، وغيرها من المصطلحات التي تحمل دلالة تعلّق بجانب من جوانب عالم الأنمي.
الفكرة من كتاب الأنمي وأثره في الجيل العربي
“الأنمي” هذه الرسوم المُتحركة اللطيفة، التي شكّلت جزءًا من ذكرياتنا الطفوليّة، هل تبدو جميعها بهذه البراءة التي عرفناها؟ أم أن الأمر مُختلف عن ما عرفناه من “سبيستون”؟
بلا شك؛ فالكثير من الأمور قد تغيّرت مع وجود شبكة الإنترنت وإتاحة أشكال “الأنمي” المختلفة، مما أدّى إلى انتشاره بشكل كبير بين أبناء العالم العربي، وهذا بدوره يستحق منّا الوقوف لفهم طبيعة هذا الاختراق الثقافي الجديد، وما سر انجذاب الكثير من المراهقين والشباب إليه.
ومن هنا يُقدّم لنا الكتاب دراسة تحليلية لظاهرة “الأنمي” من خلال فهم أصولها، وطبيعتها، وتأثيرها، وذلك لجعل المُربين وأولياء الأمور على قدر من الوعي بحقيقة الخطر الذي يحمله الأنمي للمجتمع العربي والإسلامي.
مؤلف كتاب الأنمي وأثره في الجيل العربي
حيدر محمد الكعبي: كاتب وباحث عراقي في المركز الإسلاميّ للدّراسات الاستراتيجيّة بالعراق، من مؤلفاته: الدراما التلفزيونية وأثرها في المجتمع.