التحرُّر من الأفكار والسماح بوجود المشاعر
التحرُّر من الأفكار والسماح بوجود المشاعر
ينتج العقل الكثير من الأفكار، وممارسة التأمل لا تؤدي إلى إيقاف هذه الأفكار، في حالة الوعي الكامل لا نقوم بالهرب من هذه الأفكار أو محاولة إيقافها، وإنما نختار مراقبتها، لأنه لا فائدة من محاولة إيقافها، كما أن الأفكار ليست مشكلة في حد ذاتها أو في محتواها، ولكن المشكلة تكمن في عدم إدراك تشتت الذهن، وعدم التمييز بين الأفكار والحقائق، والاعتقاد بأهمية جميع الأفكار، ولذلك يجب علينا ألا نمنعها أو نحاول إبعادها عن أذهاننا، وكذلك لا نَمْتثل لها أو نستغرق فيها، وإنما نكون منفتحين وعلى استعداد لاستقبالها في مجال وعي أوسع، وندرك أن الأفكار مؤقتة وعابرة وليست دائمة، ولذلك تظهر وإذا لم ننصَع لها تختفي ثم تظهر مرة أخرى.
اعتدنا التمسك بمشاعر الفرح، والابتعاد عن المشاعر المؤلمة، ولكن في الوعي بالتأمل الكامل، نسمح لكل منهما بالوجود، وبدلًا من إلغاء الحزن أو القلق نقبل وجودهما، ونقوم بمراقبة المشاعر ونلاحظ تأثيرها في الجسم، والأفكار المسيطرة التي تصاحبها والسلوكيات المترتبة عليها ، وقبول المشاعر يخفف من سيطرتها على الأفكار.
عندما نمر بمشاعر مؤلمة، يجب أن نكون واعين بمشاعرنا ونحافظ على التنفس، ومراقبة التنفس والمشاعر، وللوصول إلى التوازن العاطفي يجب تهيئة أنفسنا للوجود في اللحظة الحاضرة، وقبول ما سيأتي به هذا الحضور كما هو بتلقائية دون تدخُّل من جانبنا، وتخطِّي التجارب المؤلمة يقتضي قبولها لأننا لا يمكننا التخلُّص من معاناة ننكر وجودها أساسًا.
الفكرة من كتاب تأمل يومًا بعد يوم: ٢٥ درسًا للعيش بوعي كامل
نستيقظ يوميًّا لنؤدي أنشطة الحياة بشكل روتيني وآلي، دون وعيٍ منا، وننشغل أثناء ذلك بمواقف حصلت في الماضي، أو التفكير بما سيحدث في المستقبل، ونهرب من أفكارنا ونرفض مشاعرنا، لتكون النتيجة هي زيادة المعاناة، وعدم عيش الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل، ويقدم الكاتب الحل في ممارسة التأمل بالوعي الكامل، ويعطينا دروسًا ومبادئ ليصبح الوجود في اللحظة الحاضرة أسلوبًا للحياة.
مؤلف كتاب تأمل يومًا بعد يوم: ٢٥ درسًا للعيش بوعي كامل
كريستوف أندريه: طبيب ومعالج نفسي فرنسي، يعدُّ التأمل ضمن أكثر اهتماماته، ومارسه لسنوات عديدة وتعلمه ثم قام بتعليمه، حيث يقوم بإدارة جلسات التأمل في مستشفى سانت آن في باريس، وتتم استضافته باستمرار في قناة “فرنسا” الثقافية وشارك في العديد من اللقاءات، ولامس المشاهدين وحقَّق شهرةً وقبولًا لديهم، كما حقَّقت كتبه أكثر المبيعات، ومنها: “الحياة الباطنة”، و”الخجل”، و”العيش سعيدًا”، و”وقت التأمل”.
معلومات عن المترجم:
سامح عبد الكريم صالح: طبيب نفسي سوري، درس في باريس العلاج المعرفي السلوكي، ولديه عضوية في جمعية العلاج المعرفي السلوكي في فرنسا، ويدرس حاليًّا العلاج المعرفي بالتأمل بالوعي الكامل.