مراحل التصوف
مراحل التصوف
المرحلة الأولى هي مرحلة الزهد، لم يظهر اسم الصوفي قبل القرن الثاني الهجري، ولم يكن هناك تصوف بمعنى الحياة الروحية المنظمة الذي عُرف في القرون التالية وإنما كان هناك زهد، وكان الصوفي يُعرف باسم الزاهد أو العابد أو الفقير، وظهر الزهد في الخوف من الله والالتزام الشديد بأوامر الدين، والفقر وتحقير الدنيا ومتاعها وشهواتها، وكان اتجاهًا فرديًّا وليس مذهبًا أو حركة دينية أو نظامًا جماعيًّا.
المرحلة الثانية: مرحلة انتقالية، إذ تحول الزهد من اتجاه فردي إلى حياة منظمة وقواعد ومجاهدة للنفس، وشيوخ كانوا يقومون بالوعظ والتعليم، ونشأت عن ذلك مدرسة الزُّهاد، وأكثروا التعبد والنوافل وأدركوا معانيها، وتحلوا بالأخلاق الرفيعة، وظهرت مدارس في المدينة والبصرة والكوفة، وفي مدرسة المدينة أخذوا الزهد من القرآن والحديث وكان قدوتهم النبي وصحابته، وتأثرت مدرسة البصرة بالثقافة الهندية في الجانب العملي من التصوف وابتعدت عن السياسة، بعكس مدرسة الكوفة التي لعبت دورًا هامًّا في السياسة، وظهرت فيها طائفة الشيعة التي أثرت تأثيرًا كبيرًا في التصوف، وانتهت هذه المرحلة في نهاية القرن الثاني.
المرحلة الثالثة: في القرن الثالث والرابع الهجري، وهما يمثلان العصر الذهبي للتصوف الإسلامي، هدف الصوفيون فيه إلى تحصيل المعرفة وسَموا علم التصوف بمسميات جديدة مثل علم الأسرار وعلم الأحوال والمقامات، وفرقوا بين العلم الذي يتم تحصيله عن طريق العقل، وبين المعرفة التي يتم إدراكها بالإلهام، وتُطرح في القلب ولا يمكن تفسيرها أو معرفة مصدرها، وفرقوا بين العالم والعارف واختص الصوفي باسم العارف، وكانت التجربة الصوفية هي الهدف والغاية ومحور حياة الصوفي، الذي تناول هذه التجربة بالاستبطان والتحليل والتفسير، وظهرت في المرحلة الثالثة العديد من المدارس الصوفية أهمها: مدرسة بغداد ومدرسة مصر والشام ومدرسة نيسابور.
الفكرة من كتاب التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
يتناول الكاتب منهج أناس كان حب الله باعثهم على العبادة، آمنوا بحب الله وبإمكانية اتصالهم به، وكان منهجهم هذا ثورة على ما كان سائدًا من الالتزام بتعاليم الإسلام وعبادة الله بدافع الخوف، وكانت لهم مدارس ونظريات مختلفة، يعرضها الكاتب ويتناول أيضًا معنى التصوف ونشأته ومراحله.
مؤلف كتاب التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
أبو العلا عفيفي، مفكر وعالم بالفلسفة والتصوف الإسلامي، تخرج في دار العلوم وحصل على منحة في إنجلترا لدراسة التربية وعلم النفس ليحصل على درجة الدبلوم، وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة في جامعة كامبريدج، ثم عاد إلى مصر وعين مدرسًا للفلسفة في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وترقى ليتم تعيينه رئيسًا لقسم الفلسفة، انتدب للتدريس في جامعة الإسكندرية وجامعة لندن وكلية هاملتون بأمريكا لتدريس الفلسفة الإسلامية والمنطق والتصوف، وكان عضوًا في المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية.
نشر العديد من البحوث والمقالات العربية والإنجليزية في المجلات العلمية، وله العديد من المؤلفات منها (الملامتية والصوفية وأهل الفتوة) (فصوص الحكم لابن عربي مع التعليق عليه)، وترجم العديد من البحوث والمقالات العلمية والمؤلفات ومنها (فلسفة المحدثين والمعاصرين) (المدخل إلى الفلسفة).