ماذا تعني كلمة صوفي؟
ماذا تعني كلمة صوفي؟
اتفق الباحثون في التصوف على أن كلمتي صوفي وصوفية مستحدثة بواسطة البغداديين فهي ليست من الألقاب التي أُطلقت على الصحابة والتابعين، لأنهم اتصفوا جميعا بالزهد، ولم تكن هناك حاجة إلى اسم لتمييز من يخاف الله ويمتثل لأوامره، ولما اتجه الناس إلى الاهتمام بالدنيا ومتاعها وظهرت طوائف مختلفة في الإسلام، دعت الحاجة إلى اسم لوصف الأشخاص المهتمين بالدين المجتهدين في العبادة، وظهر لقب الصوفي أول ما ظهر في الكوفة في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري، لأن أول مدرسة في التصوف الإسلامي ظهرت في البصرة والكوفة.
اختلفت الآراء في الأصل اللغوي لكلمة صوفي، ونُسِبت إلى الصوف، والصفاء، والصف الأول بين يدي الله، وأهل الصُّفة، ورجل اسمه صوفة وهو الغوث بن مر، وصوفة القفا وهو الشعر الذي ينبت في مؤخرة الرأس، ونبتة الصوفانة، والكلمة اليونانية سوفيا التي تعني الحكيم العاري والتي أُطلقت على قدماء حكماء الهند، وأجمع الباحثون على اشتقاق كلمة صوفي من (الصوف) وتشير إلى لبس الصوف لأنه كان عادة الأنبياء والصالحين، كما أنه يعبر عن حال الصوفيين الذين تركوا الدنيا ولم يأخذوا منها إلا ما يسد جوعهم ويستر أجسادهم.
لم توجد تعريفات للتصوف قبل القرن الثاني الهجري، أما في القرن الثالث والرابع وضع الصوفية تعريفات للتصوف ووثقوا خواطرهم وما يعيشونه في تجاربهم الروحية، واختلفت هذه التعريفات واتصفت بالذاتية لأن كل شخص عبر عن تجربته الخاصة به، وكانت هذه التعريفات على نوعين؛ أحدهما من حيث هو تجربة روحانية، والآخر من حيث هو طريق موصل إلى الله، وتعبر عن الجانب العملي للحياة الصوفية وما يحب على الصوفي عمله، واتفقت معظم التعريفات على أن التصوف هو فناء الذات وبقاء في الله.
الفكرة من كتاب التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
يتناول الكاتب منهج أناس كان حب الله باعثهم على العبادة، آمنوا بحب الله وبإمكانية اتصالهم به، وكان منهجهم هذا ثورة على ما كان سائدًا من الالتزام بتعاليم الإسلام وعبادة الله بدافع الخوف، وكانت لهم مدارس ونظريات مختلفة، يعرضها الكاتب ويتناول أيضًا معنى التصوف ونشأته ومراحله.
مؤلف كتاب التصوف: الثورة الروحية في الإسلام
أبو العلا عفيفي، مفكر وعالم بالفلسفة والتصوف الإسلامي، تخرج في دار العلوم وحصل على منحة في إنجلترا لدراسة التربية وعلم النفس ليحصل على درجة الدبلوم، وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة في جامعة كامبريدج، ثم عاد إلى مصر وعين مدرسًا للفلسفة في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وترقى ليتم تعيينه رئيسًا لقسم الفلسفة، انتدب للتدريس في جامعة الإسكندرية وجامعة لندن وكلية هاملتون بأمريكا لتدريس الفلسفة الإسلامية والمنطق والتصوف، وكان عضوًا في المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية.
نشر العديد من البحوث والمقالات العربية والإنجليزية في المجلات العلمية، وله العديد من المؤلفات منها (الملامتية والصوفية وأهل الفتوة) (فصوص الحكم لابن عربي مع التعليق عليه)، وترجم العديد من البحوث والمقالات العلمية والمؤلفات ومنها (فلسفة المحدثين والمعاصرين) (المدخل إلى الفلسفة).