أصدقاء السوء والتحلل الخُلقي
أصدقاء السوء والتحلل الخُلقي
يؤثر الرفاق السيئون في إدراك المراهق للأشياء، وهذا التأثير يكون متدرجًا، فهذا يقول له: والدك متشدد، وآخر يقول له: أنا أبي يثق بي أكثر من ثقة أبيك بك، وهكذا مع الأيام تتغير نظرة المراهق للحياء، وتتسع الفجو بينه وبين أهله، ويدخل في مرحلة المعاندة، وتزداد فرص الإخفاق في المدرسة والانسحاب من الدراسة.
ولكن من المهم ونحن ننظر في أحوال أصدقاء أبنائنا ألا نبالغ فى سوء الظن، وألا نقسو في الحكم، ونحن _ بلا شك _ نتمنى لأبنائنا أن يصاحبوا أفضل الناس، ولكن هذا لا يتيسر في كثير من الأحيان، ولهذا نحاول ألا نتشدد في المعايير إلى درجة أن يجد الولد نفسه من غير صديق، وهذا بالنسبة إليه مؤلم جدًّا ومحبط.
فنحن اليوم نعيش في عصر (ثورة المزاج)، حيث المغريات أشكال وألوان، وحيث السعي الحثيث لإشباع الرغبات، ومن هنا فإن حماية الأولاد من التحلل الخلقي تكون أولًا بتوفير جو أسري مليء بالحب حيث الشعور بالثراء الروحي والعاطفي، وثانيًا بالحذر من التحدث أمامهم ومع الضيوف بكلام مشحون بالنكات والتلميحات الجنسية؛ لأن هذا يُشعل أشواق المراهقين إلى الاطلاع على ما خفي عنهم من شئون الجنس الآخر، وثالثًا بتدعيم الجانب الروحي لديهم وإشغالهم بالأمور الجيدة والنبيلة.
الفكرة من كتاب المراهق
يمرُّ الفرد منا بعدة مراحل في حياته من النواحي النفسية والجسدية، ولكل مرحلة خصائصها وصفاتها، ولقد أودعها الله في نفس الإنسان بحيث ينسجم معها في تلك المرحلة، وفسَّر ووضّح الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من معالم تلك المراحل، وترك لنا الكثير من التعليمات عن كيفية التعامل مع الإنسان في مختلف مراحله.
وفي هذا الكتاب، يتناول الدكتور عبد الكريم بكَّار الكثيرَ من الضغوط النفسية للأسرة بسبب ما تعانيه مع المراهق، وكيفية فهمه وتوجيهه التوجيه الصحيح.
مؤلف كتاب المراهق
عبد الكريم بن محمد الحسن بكَّار؛ كاتب سوري وأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود.
يعدُّ أحد المؤلفين البارزين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة، وعلى الماجستير والدكتوراه من الكلية نفسها.
ألَّف العديد من الكتب، منها: “تكوين المفكر”، و”طفل يقرأ”، و”القراءة المثمرة”.