أنا ونفسي
أنا ونفسي
تتزاحم في هذه المرحلة في نفس الإنسان اضطرابات ومخاوف وأسئلة عديدة حول شخصه هو وما يمر به وما سيؤول إليه وكيف يختار توجُّهاته وكيف يحكم على آرائه وتصوُّراته وما الصواب والخطأ ومن يحدِّدهما، وكيف يوجِّه القوة التي يشعر بها وفيم يصرفها؟ وما المرجع في هذه الحياة، ولماذا يشعر باختلاف بين حياته وحياة أهله؟ وهل هذا الاختلاف حقيقي فعلًا أم أنه يبالغ؟ وكيف تكون اختياراته موفقة؟ وكيف تتعامل هي مع جمالها ورغبتها في الزينة وإظهارها؟ وكيف تتعامل مع الجنس الآخر، وما هذه المشاعر التي تشعر بها؟ وغيرها كثير مما يجتاح المراهقين في هذه المرحلة.
من الجيد أن الإسلام أعطى النفس قدرًا وأولاها عناية، بل وبين طريقة السمو بها وتزكيتها والوصول بها إلى الفلاح كما في قوله سبحانه: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا .وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾، وهذا هو المطلوب من الإنسان؛ أن يقود نفسه، وأن يتعلم حتى يتزكى ويعرف النافع من الضار، وأن يكون هو قائد نفسه وفق مراد ربه، مالكًا لها لا مملوكًا لاهثًا وراء شهواتها ونزعاتها، هذا هو جهاد النفس بمعناه الواسع، جهاد لا ينتهي حتى يلقى الإنسان ربه، ففي كل مرحلة من حياته يواجه تغيرات وفتنًا جديدة تشعل بداخله تساؤلات وإشكالات لا سبيل له للإجابة عليها والاهتداء إلى الحق فيها إلا بتزكية نفسه ومجاهدتها.
ما الفائدة من هذا كله؟ ماذا سيجني الإنسان من كل هذا التعب وما ثمرة هذا الجهاد؟
الراحة والطمأنينة والاستقرار النفسي، تحقِّق التوازن بين الجسد والروح كما يقول الكاتب، فلا تتنازعك رغباتك المادية في سبيل رقيِّك الروحي لأن الوجهة أصبحت واحدة، ولأن الإسلام بمحكماته أعطى جسدك وروحك احتياجاتهما، وأجاب عن أسئلتك، ورسم لك معالم الحياة الدنيا والآخرة، فصنع ذلك التوازن، وانظر إلى الغرب تتجاذبهم المادة من كل اتجاه وتغطي على أرواحهم، فلم يعد لتلك الأرواح بقاء في ظل الصراعات المادية، فأين الدين في حياتهم، بل أين الروح! سُحقت تحت دعاوى المادية ورغبات الجسد والآن يقطفون ثمارها، بل أشواكها، ويدعون إلى العودة إلى التوازن من جديد، فهل ننتظر أن نصبح مثلهم وبين يدينا دين محكم وشرع وثيق!
الفكرة من كتاب الشباب شعلة تُحرق أو تُضيء
ينشأ الخوف من مرحلة المراهقة التي يمر بها الأطفال في طريقهم نحو النضوج إلى جهلنا وجهلهم بطبيعة هذه المرحلة وخطأ التعامل معها وخوفنا من انحرافهم عن الطريق المستقيم، في حين أن هذه المرحلة ليست عنوانًا للانحراف وليست هي نهاية الطريق، وإنما من شأنها أن تكون عنوانًا للنجاح والتفوق أيضًا.
مؤلف كتاب الشباب شعلة تُحرق أو تُضيء
نعيم قاسم: مواليد كفرفيلا عام 1953، رجل دين شيعي “من الشيعة الاثناعشرية” ونائب أمين عام حزب الله بلبنان الذي أسهم في تأسيسه، درس الكيمياء وحصل على الليسانس والكفاءة فيها باللغة الفرنسية من الجامعة اللبنانية، كما تزامنت دراسته الدينية مع دراسته للكيمياء.
وله عدة مؤلفات منها:
قصتي مع الحجاب.
المهدي المخلص.
سلسلة شرح رسالة الحقوق للإمام زين العابدين.