أنا ومن حولي
أنا ومن حولي
ينحصر المحيط الذي يتعامل معه المراهق في هذه المرحلة في أسرته ومدرسته ومجتمعه الصغير أو المحدود نوعًا ما، ولكي تمر هذه المرحلة بشكل جيد وبأقل الأضرار والخسائر يوجِّه الكاتب بعض النصائح المفيدة أثناء احتكاك المراهق بكل من هذه البيئات الثلاث، فمع الأسرة مثلًا ينبغي أن تستوعب هذه الفترة في حياة المراهق، وأن تفهم متطلَّباته وتقدِّر وتحترم ظهور شخصية جديدة بينهم لها آراء وأفكار وتصوُّرات تحتاج التعبير عنها، كما أنها تحتاج إلى أن يؤخذ ويعمل بها في حدود المعقول طبعًا، كما أنه يحتاج أن يختبر تلك التصوُّرات على أرض الواقع، وأن يجرب أشياء جديدة بنفسه، لذا من الجيد أن توَفِّر له هذه المساحة مع شيء من النصح والتوجيه بالطبع، في صورة أقرب إلى الصداقة منها إلى الأبوة أو الأمومة.
ثم نأتي إلى المدرسة وهي المحيط الذي يقضي فيه المراهق معظم وقته، يتعلم بطريقة معينة وبنظام معين روتيني يبدو مملًّا أحيانًا لكنه يكسبه مع الوقت مهارات حياتية، وأثناء احتكاكك بمجتمع المدرسة من مدرسين وزملاء ربما تواجهك بعض المشكلات الدراسية، ومفتاح حل تلك المشكلات يكمن في علاقتك بأسرتك، فكلما كانت جيدة وجدت بيئة مناسبة آمنة تساعدك على حل تلك المشكلات من تأخُّر دراسي مثلًا أو تعامل سيئ من قبل المعلمين أو عدم قدرة على تنظيم وترتيب أوقات المذاكرة والراحة أو فشل في إحدى المواد، كما أن علاقتك الطيبة بزملائك قد تساعدك على طلب المساعدة منهم وأن يوضحوا لك طريقتهم وأسلوبهم في المذاكرة، وكل ذلك يحتاج منك إلى صبر ومثابرة وجد، فسنوات الدراسة هذه لا تقدر بثمن وعليها تترتب أشياء كثيرة مستقبلًا، فانظر إليها على أنها نعمة من الله سبحانه.
أما مع المجتمع، فلربما تضايقت أيها المراهق من التعليقات التي تنتقص من علمك وخبرتك وقدرتك في الحكم على الأحداث وتسرُّعك في إبداء رأيك بالمناقشات، هذا طبيعي جدًّا، فلا تلتفت إلى هذه التعليقات، وخذ منها ما ينفعك وما يعينك على أن تطوِّر من نفسك، وتتعلَّم وتطلع على المواضيع المختلفة الجارية في المجتمع، وتحاول أن تفهم، ولا تغلق الباب أمام نصائح من هم أكبر منك، وكن مراعيًا للفوارق العمرية والزمنية واحترم عنصر الخبرة أيضًا، وكن متوازنًا وسطًا لا منعزلًا ولا مندفعًا، لا متصنِّعًا متباهيًا ولا خجولًا منكسرًا، وتعلم لتستطيع أن تندمج في المجتمع، بل وأن تكون لك قدم راسخة ودور مؤثر فيه.
الفكرة من كتاب الشباب شعلة تُحرق أو تُضيء
ينشأ الخوف من مرحلة المراهقة التي يمر بها الأطفال في طريقهم نحو النضوج إلى جهلنا وجهلهم بطبيعة هذه المرحلة وخطأ التعامل معها وخوفنا من انحرافهم عن الطريق المستقيم، في حين أن هذه المرحلة ليست عنوانًا للانحراف وليست هي نهاية الطريق، وإنما من شأنها أن تكون عنوانًا للنجاح والتفوق أيضًا.
مؤلف كتاب الشباب شعلة تُحرق أو تُضيء
نعيم قاسم: مواليد كفرفيلا عام 1953، رجل دين شيعي “من الشيعة الاثناعشرية” ونائب أمين عام حزب الله بلبنان الذي أسهم في تأسيسه، درس الكيمياء وحصل على الليسانس والكفاءة فيها باللغة الفرنسية من الجامعة اللبنانية، كما تزامنت دراسته الدينية مع دراسته للكيمياء.
وله عدة مؤلفات منها:
قصتي مع الحجاب.
المهدي المخلص.
سلسلة شرح رسالة الحقوق للإمام زين العابدين.