إحصائيات غير واضحة.. والنداء الأول
إحصائيات غير واضحة.. والنداء الأول
تختلف الكاتبة مع الإحصائيات التي بُنيَت على أساس التوقُّعات بشأن أعداد المناضلات النساء في ثورة التحرير الجزائرية، إذ قُدِّرت أعدادهن بنحو عشرة آلاف وتسعمائة وتسعة وأربعين مناضلة، وبما أنها قد شاركت في تلك الحرب وكانت إحدى المناضلات، فهي تذكر أن العدد الواقعي كان أكبر بكثير بما يناسب كل القطر الجزائري، وترى أيضًا أن ما يصل أيضًا إلى 27.4% من المجاهدات قد تعرَّضن للسجن أو قُتِلن، وعلى أي حال فلا يخفى دور المرأة الجزائرية في ثورة التحرير في أي دور قامت به في مختلف ميادين النضال بالعمليات الفدائية أو حمل السلاح أو الدواء أو نشر القضية، ولا يخفى ما تعرَّضت له من قتل وتعذيب وتلك الدماء الزكية التي أُريقت، واعترافًا بذلك، فقد تضمَّن ميثاق الجزائر الأول مبدأ مشاركة المرأة في النشاط السياسي والاقتصادي والعمل.
في اليوم الأول من شهر نوفمبر عام 1954م، أصدرت جبهة التحرير الوطني نداءها الأول إلى الشعب الجزائري للبدء في ثورة التحرير، وتضمَّن النداء مشروعية الجبهة في الاستقلال الوطني واتحاد الشعب مع مساندة إخوانه العرب والمسلمين، والأخذ من تجربة أحداث الحركات الوطنية في المغرب وتونس لنَيل الاستقلال، وتمَّ في هذه الوثيقة عرض البرنامج السياسي الذي تضمَّن الاستقلال الوطني وإقامة دولة جزائرية ذات سيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية، هذا بجانب أهداف خارجية مثل تحقيق وحدة شمال أفريقيا في الإطار العربي والإسلامي، وتدويل القضية الجزائرية للعالم، والجدير بالذكر أنه تمَّ إرسال وثيقة للمناقشة مع السلطات الفرنسية.
الفكرة من كتاب نضال المرأة الجزائرية خلال الثورة التحريرية
“إن أطفالنا لا يفرُّون إلى البيت حين يرون جنود الاستعمار، فهم لا يخافون منهم ولا يطيعون تعليماتهم وأوامرهم”، هكذا قالت امرأة جزائرية ريفية خلال حرب التحرير الجزائرية التي اندلعت في الأول من نوفمبر عام 1954م الجزائرية في وجه الاستعمار الفرنسي بإعلان الحرب المسلَّحة ضد أحد أعتى جيوش العالم بجيش صغير وأسلحة تقليدية، لكن سرعان ما تحوَّل إلى جيش منظم ذي كتائب وفيالق ومدد بشري، ليسقط أكثر من مليون ونصف المليون من أبناء الجزائر أمام حملة الإبادة التي نفَّذتها فرنسا، ولتُكتَب النهاية بانتصار الوطن الجزائري واستقلاله، لكن ما تميَّزت به تلك الثورة بحق هو دور المرأة الجزائرية فيها الذي اختلف عن دور المرأة في أي ثورة أخرى.
إن ما قالته تلك السيدة يمكن أن يُظهِر مدى التربية التي نشأ عليها ثوار الجزائر للتصدِّي للقوَّة الفرنسية، إذًا فبناء الأُمَّة لا يبدأ إلا ببناء المرأة، ويناقش هذا الكتاب تأثير المرأة منذ حركات التحرير الأولى وحتى حرب الجزائر في عمليات القتال والاتصالات والدعاية والتعليم بجانب التمريض.
مؤلف كتاب نضال المرأة الجزائرية خلال الثورة التحريرية
أنيسة بركات درَّار: هي كاتبة جزائرية، حصلت على درجة الدكتواره في الآداب عام 1973 بجامعة الجزائر، وعملت باحثة في المركز الوطني للدراسات التاريخية، كما شاركت كمجاهدة في صفوف جيش التحرير الوطني بالجزائر ضد الاستعمار الفرنسي عام 1956م، ومن أهم مؤلفاتها:
أدب النضال في الجزائر من سنة 1945 حتى الاستقلال.
محاضرات ودراسات تاريخية وأدبية حول الجزائر.