المراهق وعلاقته بأهله
المراهق وعلاقته بأهله
حين يختلط الطفل بأبويه وإخوته الكبار يصبح له وجود جديد بما يكتسبه من أفكار وأخلاق ومهارات، ومن المؤسف أن معظم الناس لا يلقون بالًا لهذا الوجود لا على صعيد النفع ولا الضرر، ولهذا فإن لنوعية العلاقة التي يقيمها الأبوان مع الطفل تأثيرًا كبيرًا في تصرفاته في مرحلة المراهقة، وفي تشكيل اتجاهاته في الحياة ونظرته لنفسه ولمن حوله، ولتكوين هذه العلاقة يجب الأخذ في الحسبان الآتي:
إن إقامة علاقة جيدة ومستمرة بين الأبناء والآباء ليست بالشيء السهل، فالمراهقون يمرون يوميًّا بدُوَّامة من المشاعر المتناقضة، وحين يمرون بأزمة حادة يجدون حرجًا في الحديث مع آبائهم وأمهاتهم، فعليهم أن يكونوا مستعدين لسماع ما لا يتوقعون أبدًا سماعه، ورفض ما لا يتوقعون رفضه.
من مهام المربي أيضًا أن ينقل القيم التي يؤمن بها إلى من يربيهم، وهذا لا يتم إلا عبر صلة روحية قوية بهم، وهذه الصل تتوثق بالمشاركة والمخالطة في الاهتمامات، وكثيرًا من الآباء فوجئوا بوقوع أولادهم في أخطاء فاحشة، والسبب أنه احتاج إلى أبويه في وقت ما ولم يجدهما فلجأ لأشخاص آخرين.
إن الضغط على الأبناء سوف يدفعه في النهاية إلى أن يكون لهم سلوكان، خيرهما الذي يظهره لأهله، وشرهما الذي يكون في السر، ويُظهر للأصدقاء والزملاء.
إن الكرم واللطف والاهتمام أمور جميلة في عيون كل الناس، لكنَّ المراهقين ينظرون إليها بحفاوة كبيرة، لا سيما حين تُوجه إلى أصدقائهم من قِبَل أسرهم؛ وذلك لأن للصداقة معنى أعمق لديهم.
الفكرة من كتاب المراهق
يمرُّ الفرد منا بعدة مراحل في حياته من النواحي النفسية والجسدية، ولكل مرحلة خصائصها وصفاتها، ولقد أودعها الله في نفس الإنسان بحيث ينسجم معها في تلك المرحلة، وفسَّر ووضّح الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من معالم تلك المراحل، وترك لنا الكثير من التعليمات عن كيفية التعامل مع الإنسان في مختلف مراحله.
وفي هذا الكتاب، يتناول الدكتور عبد الكريم بكَّار الكثيرَ من الضغوط النفسية للأسرة بسبب ما تعانيه مع المراهق، وكيفية فهمه وتوجيهه التوجيه الصحيح.
مؤلف كتاب المراهق
عبد الكريم بن محمد الحسن بكَّار؛ كاتب سوري وأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود.
يعدُّ أحد المؤلفين البارزين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة، وعلى الماجستير والدكتوراه من الكلية نفسها.
ألَّف العديد من الكتب، منها: “تكوين المفكر”، و”طفل يقرأ”، و”القراءة المثمرة”.