تبليغ الإسلام
تبليغ الإسلام
الإسلام هو المبدأ القرآني الذي يعرفه العالم أجمع، وإن كانت معرفتهم به سطحية، ويُقَر بأنه ذلك الإصلاح الديني والاجتماعي والأخلاقي الذي انتشر منتصرًا في أنحاء الأرض بعد ظهوره قرب البحر الأحمر في القرن السابع الميلادي، ليبلغ نصف العالم المعروف حينذاك في فترة وجيزة، وتلك ظاهرةٌ فريدة اهتم بها علماء الأديان والتاريخ، وحاول الناس إيجاد ظاهرة شبيهة لها من العصور القديمة فلم يجدوا. وقارنها البعض بفتوحات الإسكندر الأكبر ولكنها مع سرعتها وانتشارها وتعميرها لم تؤثر في أفكار الشعوب وعاداتها تأثيرًا يُذكر، بل وانتقلت أفكار شعوب الشرق إلى محتليها.
وقد جذب الإسلام النفوس التي آمنت به بعكس ما يُشاع من كونه لم ينتشر إلا بحد السيف. وإذا نظرنا بنظرة تحليلية لتاريخ الإسلام نجد أنه انتشر في السنوات العشر الأولى من الدعوة بعرض مبادئه ببساطة برغم السخرية من المسلمين وتعذيبهم، ما اضطرهم إلى الهجرةِ إلى الحبشة، ثم الهجرة المدينة التي آمن أهلها قبل أن يروا رسول الله ﷺ واستقبلوا إخوانهم بحفاوة، وانشغل النبي ﷺ في العام الأول بعد الهجرة ببناء المسجد وتأسيس مجتمع سليم قبل أي غزوات، ولم يبدأ استخدام السيف إلا بعدما طال ظلم المشركين وتحولت معاداتهم من معاداة فردية إلى معاداة عامة؛ وأُذن للمسلمين بالقتال دفاعًا عن كيانهم وعن إخوانهم. ويوضح القرآن والسنة أن المسلمين لا ينبغي أن يبدؤوا بالعدوان أو أن يقاتلوا الذين يربطهم بهم عهود ومواثيق، والقتال لمن يقاتل ويحمل السلاح لا يمتد إلى النساء أو الأطفال أو الشيوخ أو المتعبدين في صوامعهم.
والدعوة في الإسلام متزنة فهي واجبة بغير تشدد مع حكمة ولين، والشعوب التي لا تقبله تُصان حقوقها ما لم تُعادي. ولا تُقارن الفتوح الإسلامية وما تلاها من فتوحات بحركات الإصلاح البروتستانتي مثلًا التي كلفت أوروبا قرنًا ونصف من الآلام والضحايا.
الفكرة من كتاب مدخل إلى القرآن الكريم (عرض تحليلي وتاريخي مقارن)
كُتب هذا الكتاب ليُصحح الأخطاء الشائعة عن القرآن في أوروبا، بحجج وأدلة واضحة ولغة مهذبة، فتحدث عن نزول الوحي وجمعه، وعن نشره في أنحاء الأرض، وعن الحق والخير والجمال في القرآن، كما بحث في المدعى من المصادر البشرية لتعاليم القرآن في مكة والمدينة ليُثبت بطلانها.
مؤلف كتاب مدخل إلى القرآن الكريم (عرض تحليلي وتاريخي مقارن)
محمد عبد الله دراز، باحث ومفكر إسلامي مصري كبير، ولد عام 1894 بإحدى قرى محافظة كفر الشيخ، وكان أبوه وجده من أهل العلم والتقوى، فتأثر بهما، وحفظ القرآن الكريم قبل سن العاشرة. التحق بالمعاهد الأزهرية حتى نال منها شهادة العالمية، ثم تعلم الفرنسية في المدارس الليلية واستفاد منها في المناضلة ضد الاحتلال الإنجليزي وفي الرد على افتراءات المستشرقين على الإسلام في الصحف الفرنسية.
وقد عمل الشيخ مدرسًا بمعهد الإسكندرية الأزهري، ثم محاضرًا في الكليات الأزهرية الناشئة، ثم دَرَس فلسفة الأديان بفرنسا في «جامعة السوربون» ونال منها شهادة الدكتوراه 1947 –بالدراسة التي بين أيدينا- بعد أن مكث في فرنسا اثنتي عشرة سنة لم تزده إلا اعتزازًا بهويته، كان يجود بعلمه في دراسات ورسائل علمية ومحاضرات ومؤتمرات، وتوفاه الله سنة 1958 في أثناء حضوره لمؤتمر الأديان الكبير في لاهور بباكستان.
من أشهر مؤلفاته: كتاب”النبأ العظيم – نظرات جديدة في القرآن” و “الدين – بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان”، و”دستور الأخلاق في القرآن”.