بروتوكولات حكماء صهيون
بروتوكولات حكماء صهيون
إن بروتوكولات حكماء صهيون هي كُتيِّب صغير يُلخِّص مؤامرة مروِّعة، لوقائع اجتماع سرِّي للمجلس الأعلى لليهودية العالمية (أو ما يعرف باسم حكماء صهيون)، وكان مخطَّطًا أن يطلع على هذا الكُتيِّب اليهود فقط، إلا أنَّ نسخة منه طُبِعت في روسيا في بداية القرن العشرين، وانتشرت بين الناس، واشتمل الكتيِّب على أربع وعشرين خطبة قصيرة، ألقاها كبير الحكماء على أسماع الحاضرين، وتُفصح تلك الخطب عن تفاصيل مروِّعة عن خطَّتهم للهيمنة التامة على العالم، فقد وصف الكتيِّب غير اليهود (الأغيار) بأنهم بربر لا عقل لهم، ومن ثمَّ فإن ترك الناس لهم كترك شخص أعمى يقود أعمى، وذهب إلى أن الشكل الوحيد الممكن للحكم هو الديكتاتورية العالمية الاستبدادية التي يتزعَّمها اليهود، كما يبيِّن الكتيِّب الكيفية التي يمكن بها تدمير الحكومات والتعجيل بزوالها، عن طريق نثر بذور الشقاق والكراهية بين مختلف الأعراق والطبقات والأمم، وأن يسيطر اليهود على وسائل الإعلام، وأن يتلاعبوا بالسياسة، وأن يقلِّلوا من شأن الدين والاستعاضة عنه بالمادية القاسية ونظرية التطوُّر، إلى جانب نشر الأوبئة والمجاعات، وإشعال فتيل الحروب.
وبناءً على ذلك، استولى هذا الكتيِّب الشيطاني على اهتمام الناس، إذ يكشف الألغاز المحيِّرة في العالم الحديث، فأي شيء يحدث في العالم يمكن تفسيره على أنه ناتج عن المكيدة السريَّة لحكماء صهيون، فالثورات، والانهيار الاقتصادي، والحروب كحرب فيتنام وأفغانستان، وانتشار الدعارة والمخدرات، وتفشِّي الأوبئة، كفيروس كورونا، وكل شيء من تدبير حكماء صهيون، فالكتيِّب يستطيع أن يضع لك تفسيرًا لأي شيء، لذلك طُبِع بلغات مختلفة حول العالم، وأُلِّفت حوله العديد من الكتب، فصار الكتيِّب أكثر الكتب مبيعًا حول العالم!
وفي الحقيقة، ليس هناك شيء اسمه حكماء صهيون! فالكتيِّب مجرَّد زيف، بل زيف يفتقر إلى البراعة، إذ إن الخطب الموجودة في الكتيِّب مسروقة بعشوائية من عدَّة مصادر أكثر غموضًا، فقد أوضح الباحثون أن ما جاء في الكتيِّب يتشابه كثيرًا مع إحدى الروايات الميلودراما التي نشرت قبله بخمسين سنة، لمؤلف اسمه “هيرمان جودشه”، إلى جانب سرقته سرقة حرفيَّة من كتب أخرى، فالكتيِّب عبارة عن أسطورة من أساطير المكائد المؤامراتية، وزيف تاريخي محض! إلا أنَّ بروتوكولات حكماء صهيون ما زالت تسيطر على أذهان الناس إلى اليوم، فعندما يعجزون عن تفسير ما يحدث من حولهم، يلجؤون إلى تفسير ما يجري بأنه مؤامرة من مؤامرات بروتوكولات حكماء صهيون الأسطورية!
الفكرة من كتاب عقول متشكِّكة.. لماذا نُصدِّق نظريَّات المؤامرة!
يرى عدد من الناس أن هناك مؤامرة خلف كل شيء يحدث من حولهم، إذ تسيطر نظريات المؤامرة على عقولهم، وطريقة تفكيرهم، والذين ينسجون نظريات المؤامرة ليسوا فئة واحدة، بل تتدرَّج مرتباتهم، وتجدهم في كل مكان، فمنهم أساتذة وجامعيون، وحاصلون على جائزة نوبل، ورؤساء دول! إن أعدادهم أكثر مما تتوقَّع، وعلى الأرجح أنك تعرف البعض منهم، بل لعلَّك من بينهم! ومن هنا يبحث المؤلف في التفكير الذي يقف وراء نظرية المؤامرة، ويكشف عن الكيفية التي نقرِّر بها أن شيئًا ما معقول وآخر عبثي، ولماذا يُصدِّق بعض الناس أشياء يرى سواهم أنها غير معقولة وغير قابلة للتصديق، مُستعينين في ذلك بعلم النفس.
مؤلف كتاب عقول متشكِّكة.. لماذا نُصدِّق نظريَّات المؤامرة!
روب براذرتون : هو عالم نفس أكاديمي، وكاتب علمي، حصل على درجة الدكتوراه في علم نفس نظريات المؤامرة، كما قام بتدريس محاضرات عن الأسباب التي تدفع الناس إلى تصديق الأشياء الغريبة، كما أنه عضو في وحدة أبحاث علم نفس الخوارق بكلية “جولد سميث” بجامعة لندن، ولديه موقع خاص يكتب فيه عن نظريات المؤامرة، وهو موقع Conspiracypsychology.com.
معلومات عن المترجم:
هاني فتحي سليمان: مترجم، حصل على بكالوريوس التربية قسم اللغة الإنجليزية، عمل في مؤسسة هنداوي في وظيفة مراجع ترجمة، ويعمل حاليًّا في وظيفة مراجع أوَّل، ترجم وراجع العديد من الكتب بلغت 60 كتابًا إلى اللغة العربية، من كتبه المترجمة:
شركة المستقبل.
الكواكب.. مقدمة قصيرة جدًّا.
ماجستير في إدارة الأعمال في يوم واحد.
يمكنك أن تتواصل.
آراء فينر في القيادة.
الثروة التلقائية.