نصائح للشباب
نصائح للشباب
الخلوة مع النفس: عندما نواجه مشكلة يستطيع الآخرون توجيهنا، لأننا ننشغل بالتفاصيل ونَغفل عن الصورة الكاملة لحياتنا، وهذه النظرة الكاملة يتميز بها الشخص الذكي عن الشخص الذي يهتم بالجزء بدلًا من الكل، مما يؤدي إلى عدم سلامة حكمه على الأمور، ولذلك يجب أن ينظر الفرد إلى حياته كما ينظر إليها الشخص الغريب، بحيث يَنظر إليها نظرة كاملة، ويبتعد عن نظام حياته الروتيني ويخلو بنفسه، ويتأمل حياته بصدق ليراجع ماضيه ويحدد أهدافه وما يريده في حياته وكيفية تحقيق ذلك.
القابلية للتغيير والخروج عن المألوف: يوجد نمطان من أنماط الشخصية، أحدهما يعتمد على العادات والتقاليد، والنمط الآخر يعتمد على العقل والابتكار، وهما يتداخلان ولكن يغلب أحدهما على سلوك الشخص، وعندما تكون العادات والتقاليد هي الغالبة على الشخص يصبح منخفض النشاط ويخاف من التجديد، ويستخف بالجيل الجديد ويتشاءم من المستقبل، ولا يستثمر في مدخراته، ولا يبتكر أو يتطور، أما نمط الشخصية الذي يتسم بالعقل والابتكار، فإن سلوكه يكون ناضجًا، ويُكثر من البحث والاطلاع والقراءة، ويقوم بالمقارنة والاستنتاج والابتكار، ويخالف المألوف، وبِمِثل هذه الشخصيات تتقدم الشعوب وترتقي، الذين يُضِيفون إلى العلوم بفروعها المختلفة، وتتأخر بالمتمسكين بالمألوف ويرفضون التغيير.
الاستقلال الفكري: يوجد نوعان للثقافة، ثقافة تعتمد على الحفظ وتبتعد عن الابتكار والبحث، وثقافة تعتمد على التفكير وهي ثقافة العلم والابتكار، وتدفع الإنسان لطرح التساؤلات والبحث، وعلى الشباب أن يتزودوا بهذه الثقافة ويكتسبوا علمًا ويدرسوا منهاجه ويتعلموا طرق البحث والنقد، ليشعروا بالاستقلال الفكري وأنه لا يوجد ما يجبرهم على الاعتقاد بأفكار معينة، ويواكبوا التطور الذي يمر به المجتمع ويرتبطوا بالحقائق التي يصلون إليها بالبحث، ليعود ذلك على المجتمع بالنفع والتقدم، فالعلم يعد بمنزلة القوة لطالبيه.
الفكرة من كتاب أحاديث إلى الشباب
يقدم الكاتب خبراته العلمية والحياتية إلى الشباب في الأمور الحياتية التي تهمهم والتي ترفع من مستواهم الفكري وترتقي بهم، ويناقش القضايا المختلفة بناء على اتجاهاته الفكرية التي تأثرت بالثقافة الغربية وتأييده للاشتراكية، ومن تلك القضايا: الثقافة وتعلم اللغات والفنون والزواج وعمل المرأة.
مؤلف كتاب أحاديث إلى الشباب
سلامة موسى، مفكر وكاتب مصري، ولد سنة ١٨٨٧م لأبوين مسيحيين في مدينة الزقازيق، عاش فترة من حياته في فرنسا وقرأ أعمال المفكرين الأوربيين، ثم عاش في إنجلترا ودرس القانون والتحق بجمعية العقليين والجمعية الفابية الاشتراكية، ويعد رائد الاشتراكية في مصر، وهو مؤلف أول كتاب عن الاشتراكية في الوطن العربي، أصدر مجلة “المستقبل” و”المجلة الجديدة”، وتولى رئاسة مجلة الهلال لمدة ست سنوات، وشارك في تأسيس الحزب الاشتراكي المصري، وأسس “المجمع المصري للثقافة العلمية” وبعد إغلاقه أسس “جمعية المصري للمصري”، وتوفي سنة ١٩٥٨م عن عمر يناهز ٧١ عامًا.
له الكثير من المؤلفات، منها: “أشهر الخطب ومشاهير الخطباء”، “الأدب للشعب”، “الاشتراكية”.