فتح المسلمين لجزيرة صقلية وقلورية
فتح المسلمين لجزيرة صقلية وقلورية
كانت صقلية تحت حكم الأنبرور ملك القسطنطينية، وعَيَّن واليًا يسمى قسطنطين على جزيرة صقلية، وفي سنة (٢١٢) هجرية، أرسل الأنبرور قائدًا شجاعًا من الروم يسمى فيمي، ليغزو سواحل إفريقيا التي كانت تحت ولاية زيادة الله بن الأغلب، فانتصر فيمي وبقي فترة في إفريقيا، وبعدها أمر الأنبرور قسطنطين بالقبض على فيمي، فوصل الخبر إلى فيمي، فأخذ أتباعه وتوجه إلى مدينة سرقوسة في جزيرة صقلية، والتقى الوالي قسطنطين واقتتلا وانهزم قسطنطين، واستحوذ فيمي على جزيرة صقلية، وعين واليًا اسمه بلاطة على ناحية من الجزيرة، فانقلب على فيمي وهزمه، فذهب فيمي إلى إفريقيا يطلب معونة زيادة الله بن الأغلب، فاستجاب له وأرسل معه أسطولًا من تسعمائة فارس وعشرة آلاف رجل، وانطلقوا إلى صقلية وقاتلوا بلاطة وأتباعه من الروم فهزموهم وأخذوا أموالهم واستحوذوا على العديد من الحصون في الجزيرة.
دارت معارك كثيرة بين الروم والمسلمين واستمرت سنوات عديدة، وانتهت بانتصار المسلمين وتملكهم لجزيرة صقلية كاملة، وظل يحكمها بنو الأغلب إلى أن انتقل الحكم إلى العبيديين، حتى حدثت فتنة أبي يزيد، وعُيِّن أبو الغنائم الحسن بن أبي الحسين بن علي الكلبي واليًا على صقلية، وأخذ مكانة كبيرة في الدولة، وفتح بلاد قلورية، وكان يقيم بمدينة بلرم عاصمة جزيرة صقلية.
الفكرة من كتاب حضارة العرب في الأندلس: رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع
غادر الكاتب مدينة الإسكندرية متوجِّهًا إلى الأندلس عام (٣٤٥) هجرية، في سفينة ضخمة ينزل بها العديد من العلماء الذين أتوا من بلدان مختلفة يشاركونه نفس الغاية، ليمرَّ بكريد، وهي الآن جزيرة يونانية، وصقلية وقلورية، وهما الآن إقليمان من أقاليم إيطاليا، وألمرية وقرطبة، وهما الآن مدينتان من مدن إسبانيا، ويصف ما يمر به من أحداث وما يراه من عظمة السلطان وقوة المسلمين وتوسُّعهم في فتح البلدان.
مؤلف كتاب حضارة العرب في الأندلس: رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع
عبد الرحمن البرقوقي: أديب وناقد مصري، من مواليد محافظة الغربية، تلقَّى تعليمه في الأزهر الشريف، وتعلَّم على يد الشيخ المرصفي، وتعلَّم الكثير من الإمام محمد عبده، وللإمام عنده مكانة كبيرة، ولم ينسَ فضله عليه وقد أهداه هذا الكتاب، أصدر مجلة “البيان”، وأنفق عليها الكثير من ماله، وكان يكتب فيها نخبة من الأدباء مثل العقاد والمازني والسباعي، عُرِف بمتعة الحديث، وأنه يُؤلَفُ لصحبته والجلوس معه، من مؤلفاته: “الفردوس”، و”شرح ديوان المتنبي”، و”الذاكرة والنسيان”، و”دولة النساء: معجم ثقافي”.