جزيرة قلورية ومدينة ألمَِريَّة
جزيرة قلورية ومدينة ألمَِريَّة
قلورية جزيرة واسعة يسكنها الأوروبيون وفيها الكثير من البلدان، دخلها المسلمون في عهد بني الأغلب، وفتحوا الكثير من المدن، وحصلوا على الكثير من الغنائم النفيسة، وفرضوا على النصارى دفع الجزية، وفي قلورية مدينة عظيمة وهي مدينة ريو؛ قريبة من مدينة مسيني حيث تقع على معبرها، وفيها مسجد كبير بناه والي صقلية أبو الغنائم الحسن بن أبي الحسين بن علي بن الكلبي، واشترط على الروم عدم منع المسلمين من إقامة الصلاة والأذان فيه، وعدم دخول النصارى، وإن أزالوا منه حجرًا ستهدم كل كنائسهم في صقلية وإفريقيا.
ألمرية مدينة كبيرة من مدن الأندلس، تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهي ميناء للسفن القادمة للأندلس، ويقيم فيها الجزء الأكبر من أسطول الأندلس، وتحيط بها الحصون والأحجار، وفيها مدن وقرى صغيرة عامرة، وتتصل فيها الأنهار، وفيها بساتين وحدائق جميلة وفنادق وحمامات، وفيها من المعادن الحديد والرخام، ويصنع بها العديد من آلات الحديد والنحاس والزجاج، وفيها نول لنسج الحرير والديباج والأقمشة الجرجانية والأصفهانية، وكان أهلها أكثر أهل الأندلس مالًا، وفيها الكثير من العلماء والفلاسفة والأدباء، وهي مدينة تمتلئ بالحياة وتشهد على نشاط المسلمين ومجدهم.
في الطريق من مدينة ألمرية إلى مدينة قرطبة التي هي عاصمة بلاد الأندلس، يمر المسافر بالعديد من المدن العامرة والتي تتوافر فيها المحال التجارية لبيع الأطعمة المختلفة، والكثير من الجداول والأنهار التي تحيط بها البساتين والأشجار، ويمر بالحصون الكثيرة وبالقرى التي اهتم ساكنوها بتزيينها، ويحيط بالمدن الأسوار لحمايتها، كما أن سكانها مدربون على الحرب.
الفكرة من كتاب حضارة العرب في الأندلس: رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع
غادر الكاتب مدينة الإسكندرية متوجِّهًا إلى الأندلس عام (٣٤٥) هجرية، في سفينة ضخمة ينزل بها العديد من العلماء الذين أتوا من بلدان مختلفة يشاركونه نفس الغاية، ليمرَّ بكريد، وهي الآن جزيرة يونانية، وصقلية وقلورية، وهما الآن إقليمان من أقاليم إيطاليا، وألمرية وقرطبة، وهما الآن مدينتان من مدن إسبانيا، ويصف ما يمر به من أحداث وما يراه من عظمة السلطان وقوة المسلمين وتوسُّعهم في فتح البلدان.
مؤلف كتاب حضارة العرب في الأندلس: رسائل تاريخية في قالب خيالي بديع
عبد الرحمن البرقوقي: أديب وناقد مصري، من مواليد محافظة الغربية، تلقَّى تعليمه في الأزهر الشريف، وتعلَّم على يد الشيخ المرصفي، وتعلَّم الكثير من الإمام محمد عبده، وللإمام عنده مكانة كبيرة، ولم ينسَ فضله عليه وقد أهداه هذا الكتاب، أصدر مجلة “البيان”، وأنفق عليها الكثير من ماله، وكان يكتب فيها نخبة من الأدباء مثل العقاد والمازني والسباعي، عُرِف بمتعة الحديث، وأنه يُؤلَفُ لصحبته والجلوس معه، من مؤلفاته: “الفردوس”، و”شرح ديوان المتنبي”، و”الذاكرة والنسيان”، و”دولة النساء: معجم ثقافي”.