التربية الجنسية للمراهق
التربية الجنسية للمراهق
في مرحلة المراهقة بين سن 15 إلى 20 عامًا تزداد الهرمونات الجنسية إثارة وبخاصةٍ عند الذكور، ويترتَّب على أثره بعض السلوكيات الجنسية التي يجب التنبُّه لها من الوالدين، ومنها: وجود التحرُّش الجنسي بين الأولاد قد تصل إلى اعتداءات جسدية، لذا يجب فصل الصغار عن المراهقين في النوم، وقد نبَّهنا الإسلام لذلك في حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع”، وانتشار العادة السرية في هذه المرحلة من باب الاكتشاف وهي فقط قاصرة على الدافع الفسيولوجي، وقد تتحوَّل الممارسة إلى عادة بسبب تعوُّدها، وليس بهدف الإشباع الجنسي، أو قد تكون عادة للهروب من الغضب والإحباط، تصاحبها خيالات جنسية في ذهن المراهق تساعده على الاستثارة، والعادة لها أضرار نفسية وجسدية حتى بعد الزواج فتزيد من سرعة القذف وتؤثر في البروستاتا والقناة المنوية عند الذكور، وقد يظل يمارسها البعض حتى بعد الزواج.
كما يظهر عليه الميل إلى الجنس الآخر ممن يكبره في السن بعام أو عامين، ويهتم بشكله لو ظن أن إحداهن تشاهده، ومن سن البلوغ (15 – 16) سنة تظهر عند الذكور الرغبة في الممارسة الجنسية، ويبدو عليهم القلق بسبب هذا الدافع، وبخاصةٍ بسبب عوامل الإثارة الجنسية الكثيرة المحيطة بهم، ما أدَّى إلى كثير من حوادث الاغتصاب والزنا، وقد يتلقَّى معلومات خاطئة حول الجنس من أصدقائه أو المجلات أو الإنترنت، ما يدفعه إلى الانحراف، أما الإناث فيظهر عليهم الميل إلى الجنس الآخر في شكل إعجاب رومانسي وخيالات.
ولكي نتجنَّب هذه السلوكيات الخاطئة علينا الآتي: تهيئة الأطفال قبل سن المراهقة بتعريفهم الأحكام الشرعية والمعلومات الصحيحة من خلال مقرَّرات تربوية أو كتب مناسبة حول الاحتلام والبلوغ والجماع والحيض والجانب الجنسي عمومًا، وتوفير قدوة لهم وصُحبة صالحة، وشغلهم بأنشطة بدنية وذهنية متعددة وتشجيعهم على الصوم، وتجنيبهم المثيرات الخارجية مثل الأغاني والقصص الغرامية والأفلام، وإشباعهم بالحب والأمان والاحترام، والحث على الزواج المبكر لإشباع النضج المبكر لحمايتهم من الانحراف.
الفكرة من كتاب التربية الجنسية لأبنائنا
العلم نور والجهل ظلام، وتوابع الجهل ليست محمودة بالمرة، لذا حين يلح عليك طفلك بأسئلته الفضولية حول جسده وتمنعها عنه ظنًّا منك أنك تحميه في الحقيقة هنا الضرر أسوأ بكثير، ولم تكن حبال الجهل مُنجِّية أبدًا من قبل، إضافةً إلى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي زادت من فرص المدخلات المشوَّهة للأطفال، فأول شيء تحمي به ابنك هو التحصين المعرفي والتربوي وليس المنع في المطلق، حتى في التربية الإسلامية من المهم جدًّا تربية الأبناء منذ الصغر على مفاهيم جسدية وجنسية لحمايتهم وتعليمهم طرق التعامل مع أنفسهم ومع الجنس الآخر، لذا فالتربية الجنسية لأبنائنا في العصر الحديث أصبحت أكثر ضرورة لتعليمها للأطفال والأهالي، وهذا ما يطرحه لنا المؤلفان في كتابهما حول مراحل النمو الجنسي ومظاهره وكيف تحمي ابنك من التحرُّش والاغتصاب، إضافةً إلى طرح مفاهيم حول التربية الجنسية ومقصدها التربوي.
مؤلف كتاب التربية الجنسية لأبنائنا
ابتسام محمود أمين: اختصاصية نفسية بأقسام الصحة النفسية بالسودان واستشاري نفسي ومدرب دولي في تنمية مهارات الذات ورفع كفاءة الاختصاصيين ومعلمي التربية الخاصة، سودانية الجنسية، تخرَّجت في جامعة عين شمس كلية الآداب قسم علم نفس، ثم حصلت على ماجستير التعليم الصحي من كلية الطب جامعة الجزيرة، وحصلت أيضًا على دكتوراه في علم النفس الطبي.
عبد الرحمن عثمان: اختصاصي نفسي ومرشد متعاون، حاصل على ماجستير في التوجيه والإرشاد، وأيضًا في علم النفس بكلية الطب جامعة الجزيرة، وهو رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة أم درمان الإسلامية، ونشر مجموعة من الدراسات العلمية بالمجلات المحكمة داخل وخارج السودان، وله عدة مقالات منشورة في مجلات تربوية منها: “التنشئة الثقافية وعلاقتها بتكوين الشخصية”، و”تأثيرات العولمة على الأسرة السودانية والإسلامية”.