الفن.. أفيون الشعوب وذراع السلطة
الفن.. أفيون الشعوب وذراع السلطة
بعد كل هذه المقدمات القصيرة، ما الفن؟ وما الذي يجب أن يقدمه فعلًا؟ ما أهميته؟ وما الصورة التي ينبغي أن يكون عليها: أكاديميًّا أم شعبيًا، مؤثرًا أم متأثرًا، حرًّا أم مُهيمَنًا عليه، صاحب رسالة أم مهدئًا وفنًّا لأجل الفن فقط؟!
في الواقع يبدو أن الفن اليوم يمكن أن يكون كل هذا، وكلها عناصر مرتبطة ببعضها بشكل معقد على الفهم أحيانًا، فإن تحدثنا عن أهميته وما يمكن أن يقدمه.. علينا أن نتحدث أولًا عن الحرية التي يتمتع بها، ولا يمكننا أن نتحدث عن مقدار الحرية دون أن نتطرق إلى تأثير الاقتصاد والسوق والعرض والطلب فيه، إضافة إلى الموضة وما يطلبه الجمهور، ومن ثم لا يمكننا حينها أن نُهمل سيطرة الدولة أيضًا واستعمالها للفن وسيلةً سياسية، أو استعمال السوق الرأسمالي والشركات التجارية له وسيلة مهدئة وصناعة بيئة عمل مرفهة، وعلى الجهة الأخرى استعمال الشعوب له وسيلة للتعبير والثورة ربما!
وبشكل خاص فإن الفن المعاصر اليوم بكل ما يؤثر فيه ويتأثر به فإن نجاحه يعتمد على كونه يسهم في تدعيم مصالح الاقتصاد النيوليبرالي وكسر الحواجز التجارية وآليات التكافل المحلية والارتباطات الثقافية، في إطار عملية مستمرة من التهجين.. ثمة تباين ضخم بين نظرة عالم الفن المعاصر لنفسه ووظيفته الفعلية! كما يذكر الكاتب.
أصبحت الإجابة عن التساؤلات في بداية الفقرة أسهل الآن!
الفكرة من كتاب الفن المعاصر: مقدمة قصيرة جدًا
يُقال إن مصطلح تأثير الفراشة يشير إلى أن الفروق والتغيرات الديناميكية البسيطة التي تكون في بداية الحدث تنتج عنها تغيرات وتأثيرات ونتائج متتالية قد يفوق حجمها الحدث الأصلي وقد يمتد أثرها إلى ما لا يُتوقع!
ويبدو أن ما يشهده العالم من تقلبات سياسية واقتصادية وفكرية اليوم وعلى مدار الزمان تُخضعنا لتأثير الفراشة، فتمتد آثار تلك التقلبات والتطورات لتشمل جوانب عدة من حياتنا لم نكن نتوقع أنها متأثرة بفعل هذا كله، مجالات وجوانب عدة كنا ننظر إلى بعضها مثلًا باعتبارها وسائل ترفيه “بريئة” تتم صناعتها والعمل عليها لإسعادنا فقط، وبعضها صنُع ليسهل مزيدًا من التواصل والتقارب، والبعض الآخر لتلبية احتياجاتنا من الغذاء والدواء، لكن بعد قراءتك لهذا الكتاب ستتغير نظرتك ليس تجاه الفن فقط كما هو عنوان الكتاب ولكن تجاه كل شيء من حولك تقريبًا!
مؤلف كتاب الفن المعاصر: مقدمة قصيرة جدًا
جوليان ستالابراس، محاضر متخصص في تاريخ الفن في معهد الفنون بلندن، إلى جانب كتابه هذا فهو كاتب في العديد من الصحف والمجلات أيضًا، كمجلة Evening standard.
معلومات عن المترجمة:
مروة عبد الفتاح شحاتة، خريجة جامعة عين شمس، قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن، وحاصلة على دبلوم الترجمة التحريرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة أيضًا، تعمل حاليًّا مراجع ترجمة لدى مؤسسة هنداوي، من الكتب التي ترجمتها أيضًا:
الحركة التقدمية في أمريكا.
الرأسمالية والحرية.
رقصة الظلال السعيدة.