بداية الشك.. الذهب كعبء

هذا التدفُّق الهائل للذهب إلى أوروبا لم يكن مسبوقًا، وكان يحتاج إلى طرق مبتكرة للتداول، وفي ظل هذا التوسُّع الكبير للأسواق كان تبادل هذه الكميات الكبيرة من البضائع بالأموال المعدنية أو الذهب أمرًا ساذجًا وخطرًا، لذا بدأ العمل بين التجَّار بالكمبيالات التي تطوَّرت في ما بعد إلى الأوراق النقدية المغطاة من قبل الدول بالذهب منتجًا نظامًا دوليًّا هو “معيار الذهب”. 

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

من الجلي في هذا النظام مدى حساسية الذهب بالنسبة إلى الدولة واستقرارها، ما قد يخلق تقلُّبات عنيفة إذا تغيَّر سعر الذهب في دولة ما ارتفاعًا أو انخفاضًا، فهذا يكون بمنزلة فرصة لكسب سهل، ولكنه من الممكن أن يتسبَّب أيضًا في استنفاد أي غطاء ذهبي، وكان هذا النظام المعياري مستقرًّا وجذريًّا بالفعل في مرجعيته للذهب، ولكن بسبب عدم مرونته مع تقلُّبات السياسة والاقتصاد فإنه قد يسبِّب الكوارث، ولكن بسبب رسوخ هذا المعيار في الاقتصاد العالمي كان احتمال تكاليفه الجانبية بالنسبة إلى معظم الدول أفضل من قلب النظام المالي العالمي رأسًا على عقب، لكن هذا النزيف في الاحتياطي الأمريكي بلغ مستويات خطيرة، ولمواجهة هذا التدهور قرَّر الرئيس روزفلت تجريم اكتناز الذهب بكل الأشكال داخل حدود الولايات المتحدة القارية، ومن ناحية الحكومة فقد كان مجديًا حقًّا لخزائنها ، ويبدو أن الحظ كان مصرًّا على الوقوف بجانب الأمريكيين، وباندلاع الحرب العالمية الثانية أصبحت الولايات المتحدة هي الملاذ الآمن للذهب الأوروبي، وكذلك مصدرًا للسلاح ومتطلَّبات الحرب، وتدفق الذهب جهة الولايات المتحدة، ومع انتصار الحلفاء في الحرب أصبح الاقتصاد الأمريكي الأقوى في العالم قادرًا على السيطرة على النظام المالي العالمي. 

لقد كان للذهب على مدار التاريخ البشري القدرة على التحكُّم والسطوة على عقول البشر بطرق مختلفة عبر العصور، فقد كان في بعض الأوقات رمزًا للقداسة والقوى الأخروية باعتباره معدنًا خالدًا، ورأى فيه البشر غاياتهم وأحلامهم نحو الخلود، لكن هذه التصوُّرات كانت متغيِّرة كذلك.

يعرض الكتاب بسرد ممتع ممزوج بموهبة أدبية قصة البشر مع الذهب من كونه رمزًا للملكية والثروة الفردية حتى تردِّيه ليصبح مجرد وعاء ثابت ومُستقِر لحفظ الثروة، ثم سلعة تُباع وتُشترى ويتم تحديد سعرها كبقية السلع، لقد اقتُلِع من المركز في سبيل تنصيب ملك آخر من صنيعة البشر، ولكنه أكثر دهاءً. 

ماثيو هارت: هو صحفي مقيم في نيويورك عمل في كثير من المجلات المتخصِّصة في الاقتصاد والأسواق المالية مثل وول ستريت جورنال ولندن تايمز، إلى جانب عمله بالعديد من المحطات التلفزيونية مثل ناشيونال جيوغرافيك.

تم عرض كتابه هذا “الذهب” في برنامج على قناة ناشيونال جيوغرافيك.

تم تحويل كتابه “الماس”، والحاصل على جائزة إلى مسلسل درامي قصير، وتُرجِم هذا الكتاب إلى ست لغات.

له العديد من المؤلفات الأخرى مثل:

-the Irish game

-the Russian pink 

معلومات عن المترجم:

محمد مجد الدين باكير: متخصِّص في العلوم المالية، ومُهتم بالاستثمار والتمويل والأدوات المالية والمشتقات ومحافظ الاستثمار.

ترجم أيضًا كتاب “إمبراطورية الثورة”، الصادر عن سلسلة عالم المعرفة كذلك.

له مُؤلف بعنوان “محافظ الاستثمار”.