النمو الانفعالي
النمو الانفعالي
المنزلة الثالثة من منازل النمو هي “النمو الانفعالي”، وتتضح ملامح النضج الانفعالي في الأشكال التالية: (الواقعية) من حيث ردود الأفعال تجاه المواقف وإدراك وتفسير الأمور من خلال نظرة غير مثالية، (إدراك قيمة الأولويات) فيتم التمييز بدقة بين نسبة كل عامل من عوامل الحياة ومعرفة الأهم فالمهم، وعدم تقديم صغائر الأمور على كبارها، (إدراك الأهداف البعيدة المدى) حيث التسامح وتقبُّل تأجيل إشباع بعض الحاجات من أجل تحقيق أهداف أهم في المستقبل، (تقبل المسؤولية) بالمحافظة على العمل المنتظم، وتحمّل ضوابطه، وزيادة الفاعلية، (تحمُّل الإحباط) ويكون بتحمُّل الفشل، وتحمُّل الظروف الصعبة لتحقيق النجاح، ومواصلة بذل الجهد لتحقيق الأهداف، (المشاركة الوجدانية) إذ يخرج المراهق من دائرة الذات إلى الاهتمام بالآخرين خلال مرحلة الشباب والبحث عن الهوية والانتماء، (التدرُّج في رد الفعل) من خلال ضبط المشاعر والتحكم في شدتها وعدم الخلط بين الانفعالات، (الاستجابة الاجتماعية ومراعاة القيم) من خلال ضبط السلوك الفردي مع المعايير الاجتماعية المقبولة سواء كانت خُلُقية أو دينية أو أعراف.
يواجه النمو والنضج الانفعالي مجموعة من المعوقات التي تقف في وجه الشباب، مسببة آثاره في ضعف النمو الانفعالي، منها (اختلاط الأدوار) وهي مشكلة التداخل بين المراحل العمرية الطفولة والمراهقة والرُّشد، وسببها طريقة التعامل مع المراهق من جانب الأهل، (الحرمان المبكر من العطف) إذ تُنتزع وسائل العطف والرعاية التي كان الأهل يعطونها للطفل بحجّة أنه أصبح رجلًا، ما يؤدي إلى الشعور بالخوف والقلق من الفشل وعدم وجود السند والدعم، إلى جانب نقص الخبرة والتدريب على ما سبق، ونتيجة لعدم النضج الانفعالي يقع الفرد في مشكلات من قبيل (الغضب) بسبب عدم القدرة على تحقيق الحاجات والشعور بالعجز، ومشكلات عاطفية وجنسية، إذ ينشغل كلا الجنسين وخصوصًا الفتيات بالمظهر ومحاولة لفت كل منهما للجنس الآخر، إلى جانب الانشغال بالحب لتعويض النقص العاطفي، كما أن عجز بعض الشباب عن الاستقلال المادي يؤدي إلى صراع مع الوالدين، ما يؤدي إلى التسرب الدراسي في مرحلة الثانوية والجامعة من أجل الحصول على الدخل، كما تواجه الشباب مشكلة في الانتماء وتحديد الهوايات النافعة.
الفكرة من كتاب شباب بلا مشاكل.. رحلة من الداخل
يُبين الدكتور أكرم رضا في هذا الكتاب مراحل نمو الإنسان من الطفولة مرورًا بالمراهقة وصولًا إلى الرُّشد والكهولة، ويُبين أسباب المشكلات التي تواجه الشباب خصوصًا خلال مرحلة الرشد، وأسباب تأخر الرشد في هذا العصر، وكيف يصبح الشباب والفتيات ناضجين على جميع المستويات الجسمية والنفسية والجنسية والفكرية والمعرفية والخُلُقية والدينية والاجتماعية.
مؤلف كتاب شباب بلا مشاكل.. رحلة من الداخل
أكرم رضا، خبير أسري وتربوي وباحث ومفكر عربي، ويعتبر من أفضل استشاري التنمية البشرية وتطوير الذات في الوطن العربي، كما أن له العديد من النصائح التي يقدمها في مجال التربية، وبخاصة تربية المراهقين، ومجالات الشباب والأسرة والمرأة وإدارة الذات، من كتبه:
بيوت بلا ديون.
رفقًا بالقوارير.
بيوتنا في رمضان.
بالعقل والحب نلتقي.
على أعتاب الزواج.
ولا تنسوا الفضل بينكم.
كيف تبنين بيتًا سعيدًا؟
مجموعة رسائل من الحياة.