من حكايات التعافي
من حكايات التعافي
نقل لنا الكتاب عددًا من حكايات التعافي من اضطرابات نفسية شائعة، وجدوا علاجهم في أساليب مختلفة عن أساليب لصوص النفسية.
منها حكاية أحمد الذي لم تُفلح الأدوية وأفكار بعض المختصين في علاجه من اضطراب ما بعد الصدمة، إذ شاهد فقد السيطرة على مقود السيارة ووالده معه فوقع لهما حادث مفجع أودى بحياته. وكانت بداية رحلة تعافيه بحوارٍ هادئ مع طبيب جعله يرى المحنة من زاوية لم تخطر له؛ رتب له ذكرى الحادث وذكره بالقضاء والقدر وبأنه ينبغي له أن يكون عمل والده الصالح الذي لا ينقطع بعد موته بدل عزلته عن الحياة.
وحكاية جودي، الطالبة المدللة، التي أصابها اكتئاب ظرفي واضطراب تأقلم لانتقال صديقتها، وبدأ تعافيها بحديثٍ مع معلمتها المُراعية عن خطر التعلق بالناس وأهمية الأنس بالله.
ويحيى، الذي أصابته الوساوس لاطلاعه على شبهات إلحادية، فنصحه شيخه أن يتبع وصية رسول الله ﷺ لأصحابه أن يستعيذ بالله ويقول آمنت بالله، ونصحه ألا يختلي بنفسه وأن يطلب عون المقربين منه في الانشغال بأمور أخرى حتى تسكن نفسه.
وهدى، التي أصابها اضطراب الآنية الذي يشعر فيه المرء بانفصالٍ عن جسده وأفكاره، وبدأ تعافيها بحديثٍ مع الاختصاصية النفسية التي نبهتها أن هذا الشعور سببه الضغط الدراسي، وحللت معها فكرة حرصها على الالتحاق بكلية الطب، تحقيقًا لما غرسه فيها والداها مع أنها لا تعرف طبيعة العمل والدراسة، ونبهتها لاختلاف عصرنا عما كان عليه في زمن آبائنا من ميزات خاصة لوظائف دون غيرها، فالتميز الآن بخبرة ومهارة تنبع من نفس المرء واهتماماته، ونصحتها بتجاهل المشاعر السلبية وتجنب العزلة والتركيز على الأمور الطيبة والأشخاص الداعمين وصحبة الصالحات.
وتيماء، التي تأثرت بخلافات والديها، وأصابها اضطراب الهوية، فقصت شعرها قصةً صبيانية وارتدت ثيابًا رجالية وفكرت في التحول الجنسي، وكانت بداية تعافيها بحديثٍ مع المعالِجة النفسية التي صححت لها مفهوم الأنوثة المشوه عندها، وحدثتها عن تكامل النساء والرجال في الحياة وعن حكمة الله في خلقه، وأجابت عن أسئلتها عن التحول الجنسي مُبينةً خطره، ورشحت لها قراءة كتب تصحح تصوراتها مثل كتاب صور من حياة الصحابيات لعبد الرحمن رأفت الباشا، وكتاب التمايز العادل بين الرجل والمرأة، وكتاب فتاة الضباب (الذي تجدون ملخصًا له على تطبيق أخضر).
الفكرة من كتاب لصوص الصحة النفسية أين ذهبت الطمأنينة والسوية النفسية؟
نواجه في حاضرنا كثيرًا من لصوص الصحة النفسية، الذين يسرقون السوية والطمأنينة من حياتنا، ويستهدفون الشباب بخاصة. وإذا توجهنا إلى مختصي الصحة النفسية طلبًا للعلاج وجدنا كثيرًا منهم يسرقون من صحتنا النفسية أيضًا!
وهنا نحدثكم عن بعض أولئك اللصوص وكيف ينبغي لنا أن نتعامل معهم، ونروي شيئًا من حكايات التعافي المختلفة عما هو شائع عند لصوص الصحة النفسية.
مؤلف كتاب لصوص الصحة النفسية أين ذهبت الطمأنينة والسوية النفسية؟
نور النومان، اختصاصية نفسية وتربوية، وباحثة أكاديمية في مجال التربية والصحة النفسية. تخرجت في كلية التربية بجامعة دمشق، وحصلت على دبلوم تربوي عام، وماجستير في الصحة النفسية من معهد البحوث والدراسات العربية.