نظرة ويلز وآماله في المستقبل
نظرة ويلز وآماله في المستقبل
يذهب ويلز إلى أنه من المستحسن أن تربى الفتاة على النظر إلى مرحلة المراهقة على أنها فترة مؤقتة وأن تنظر إلى المراحل العمرية بعدها، وعندما تبلغ سن الخامسة والثلاثين إلى سن الخمسين تكمل دراستها وتمارس أعمالًا جديدة، وألا تنعزل عن المجتمع في مرحلة الشيخوخة بل تعتبرها مرحلة لممارسة أنشطة جديدة، فالأمومة لا تستمر مدى الحياة، وعندما يلتحق الأبناء بالمدرسة وتصل الأم إلى سن الثلاثين تصبح متفرغة، وإذا تمكن هذا الفراغ منها فإن ذلك يسبب الجهل والتعصب وخمول الذهن ويصبح عائقًا في تطوير الفكر وتقدم المجتمع، فالنساء جزء من المجتمع ولهن الحق في الانتخاب ولديهن حرية الإنفاق، وباستطاعة المرأة الاستمرار في اكتساب الثقافة، وأن تستكمل ما تركته بسبب مسؤوليات الزواج، وتزيد من اطلاعها في العلوم التي تهتم بحياة الإنسان كعلم النفس والتربية، وأن تؤدي عملًا ما وتسهم في نهوض النظام الاجتماعي.
يرى ويلز أن الناس يتجهون بِخُطى بطيئة نحو المعرفة والتعاون الكامل، ويحاولون التغلب على العوائق التي تحول دون تقدمهم، ويرى أن الأغنياء ستقل تدريجيًّا كراهيتهم للمجتمع، وأن بينهم مجموعة صادقة ترغب في الإصلاح، وأنهم يحاولون اكتساب الطريقة العلمية في التفكير، وستزداد أعداد المتعلمين والمتعلمات، ورغم الصعوبات التي ستظهر في إقامة الاقتصاد العالمي الذي يقدم الخير للجميع، فإن الأذكياء سيدعمون هذا التقدم، وإذا لم يقم هذا الاقتصاد العالمي الذي يشمل نفعه الجميع، ستقوم حرب نحو الأغنياء، وسينهار النظام الإنساني بسبب الغضب والسخط العارم.
يعتقد المؤلف أن لدينا ما نحتاج إليه من الوسائل لتوجيه الناس نحو الغِنى وتخفيف أعبائهم، ويأمل في أن ينتهي ذلك إلى نظام اقتصادي حقيقي ومجتمع تَعُمُّ فيه الخدمة العامة، وتتوحد فيه رغبات أفراده، ويصبحون أرفع خُلُقًا وأفضل تربية وأكثر اعتمادًا على العلم في حكومته.
الفكرة من كتاب الأغنياء والفقراء
يتناول الكتاب فصلين من كتاب (عمل الإنسان وثروته وسعادته) الذي نُشر عام ١٩٣٢، ويعرض فيه الكاتب رؤيته للنظام الاقتصادي في ذلك الوقت، وما نتج عنه من أضرار، ويطرح بعض الحلول لمواجهتها متأثرًا في ذلك بنزعته الاشتراكية، ويتناول القضايا الخاصة بالغنى والفقر، والمساواة بين الجنسين، والفروق بين الرجل والمرأة، ونظرة المجتمع إلى المرأة العاملة، وأضرار أن يقتصر عملها داخل المنزل، يتناول كل ذلك من ناحية اجتماعية ونفسية، ويعبر عن آماله وما يرجوه في المستقبل من تحقيق هدف الوحدة الإنسانية وأن يعم الخير على الجميع.
مؤلف كتاب الأغنياء والفقراء
هربرت جورج ويلز، أديب ومُفكِّر، وُلِد في إنجلترا عام ١٨٦٦م، من أسرة من الطبقة المتوسطة، تخرج في كلية العلوم من جامعة لندن، يعتنق المذهب الاشتراكي وكان هدفه تحقيق الوحدة العالمية، وكان يُعبر من خلال أدبه عن استيائه من حاضره وعن مستقبل الإنسان الذي يأمله، ويقدم الحلول لمشكلات عصره، قدم ويلز الكثير من الإنتاج الأدبي الذي تضمن البيولوجيا وقصصًا قصيرة تناولت موضوعات علمية، ومؤلفات في الاشتراكية وفي علم الاجتماع، وقصصًا طويلة يظهر فيها تفكيره في المجتمع ونزعته الاشتراكية.
من مؤلفاته: (آلة الزمن) – (لؤلؤة الحب) – (القَلَنسوَة الأُرجوانية).
معلومات عن المترجم
زكي نجيب محمود، فيلسوف ومُفكِّر مصري، وُلِد في محافظة دمياط عام ١٩٠٥م، حصل على بكالوريوس الشرفية في الفلسفة من جامعة لندن، كما حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من كلية الملك بلندن، والدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، عمل بالتدريس في العديد من البلدان العربية والأجنبية، ومنها مصر ولبنان والكويت والولايات المتحدة الأمريكية، وكان عضوًا في لجنة التأليف والترجمة والنشر وغيرها من اللجان والمجالس القومية، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة.
من مُؤلفاته: (أرض الأحلام) – (نحو فلسفة علمية).
من الكتب المُترجمة: (فنون الأدب) – (آثرت الحرية).