واقع عمل المرأة وإقبالها على العمل
واقع عمل المرأة وإقبالها على العمل
جرى توزيع الأدوار منذ القدم بسبب العادات وضروريات الحياة، فالمرأة تحمل بالأطفال ويبذل الرجل الكثير من الجهد في توفير الطعام، وتبقى المرأة في المنزل مع الأطفال وتطهو الطعام وترعى الزوج، وتقدم الكثير من التضحيات في رعاية أطفالها، وترضى بسلطة الرجل، وهذا التقسيم في العمل أدى إلى أن تكون الأمومة سببًا في اعتمادية المرأة على الرجل، وعدم قدرتها على الدفاع عن نفسها، وأصبحت هذه الأدوار الخاصة بالرجل والمرأة تقاليد اجتماعية يستعصي تغييرها، ولأن ظروف هذا العصر قد تغيرت، فإن رعاية الأطفال مسؤولية كل من الرجل والمرأة، كما أن هناك عوامل مهمة تساعد على تغيير تلك العادات وهي تقدم الخدمات الصحية وتحديد النسل، وانتشار التعليم وتوافر الخدمات العامة لقضاء شؤون المنزل، وتولي القانون والشرطة حماية المرأة بدلًا من الزوج، وذلك أدى إلى مساواة الجنسين من الناحية الاقتصادية، وحرر المرأة من خضوعها للرجل ووضعها في منزلة أقل منه، ولم تعد هناك حاجة إلى تقسيم العمل إلى أعمال خاصة بكل جنس دون غيره بسبب تضاؤل الفروق بين الرجل والمرأة.
ترجع سيطرة الرجل على المرأة وخضوعها له إلى التقاليد الاجتماعية التي تجعل ذلك حقًّا من حقوقه، وأيضًا بسبب المقاومة النفسية لدى كل من الرجل والمرأة تجاه المساواة الاقتصادية، إذ تواجه المرأة العاملة سوء المعاملة من كل من الرجال والنساء، ولا يُقبل تصرفها الكامل في حياتها الشخصية، ويعتقدون أن النساء تتداخل مشاعرهن المضطربة مع عملهن، وأنهن أقل طموحًا وتفكيرًا من الرجل.
من ناحية أخرى فإن بعض النساء اللاتي يُنادِين بالحرية والمساواة يتصفن بالتناقض، إذ تُغريهن الفوائد المالية والاجتماعية من الزواج والاعتماد على الرجل وما يُتيحه من الزينة والثياب والسفر والمتعة، كما أن اهتمامهن بأناقة الملبس وحُسن المظهر يحقق لهن النجاح بشكل أسرع من العلم والطموح، ولا يجتهدن في الحصول على حقوقهن المشروعة والتصرف الحر في أموالهن.
الفكرة من كتاب الأغنياء والفقراء
يتناول الكتاب فصلين من كتاب (عمل الإنسان وثروته وسعادته) الذي نُشر عام ١٩٣٢، ويعرض فيه الكاتب رؤيته للنظام الاقتصادي في ذلك الوقت، وما نتج عنه من أضرار، ويطرح بعض الحلول لمواجهتها متأثرًا في ذلك بنزعته الاشتراكية، ويتناول القضايا الخاصة بالغنى والفقر، والمساواة بين الجنسين، والفروق بين الرجل والمرأة، ونظرة المجتمع إلى المرأة العاملة، وأضرار أن يقتصر عملها داخل المنزل، يتناول كل ذلك من ناحية اجتماعية ونفسية، ويعبر عن آماله وما يرجوه في المستقبل من تحقيق هدف الوحدة الإنسانية وأن يعم الخير على الجميع.
مؤلف كتاب الأغنياء والفقراء
هربرت جورج ويلز، أديب ومُفكِّر، وُلِد في إنجلترا عام ١٨٦٦م، من أسرة من الطبقة المتوسطة، تخرج في كلية العلوم من جامعة لندن، يعتنق المذهب الاشتراكي وكان هدفه تحقيق الوحدة العالمية، وكان يُعبر من خلال أدبه عن استيائه من حاضره وعن مستقبل الإنسان الذي يأمله، ويقدم الحلول لمشكلات عصره، قدم ويلز الكثير من الإنتاج الأدبي الذي تضمن البيولوجيا وقصصًا قصيرة تناولت موضوعات علمية، ومؤلفات في الاشتراكية وفي علم الاجتماع، وقصصًا طويلة يظهر فيها تفكيره في المجتمع ونزعته الاشتراكية.
من مؤلفاته: (آلة الزمن) – (لؤلؤة الحب) – (القَلَنسوَة الأُرجوانية).
معلومات عن المترجم
زكي نجيب محمود، فيلسوف ومُفكِّر مصري، وُلِد في محافظة دمياط عام ١٩٠٥م، حصل على بكالوريوس الشرفية في الفلسفة من جامعة لندن، كما حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من كلية الملك بلندن، والدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، عمل بالتدريس في العديد من البلدان العربية والأجنبية، ومنها مصر ولبنان والكويت والولايات المتحدة الأمريكية، وكان عضوًا في لجنة التأليف والترجمة والنشر وغيرها من اللجان والمجالس القومية، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة.
من مُؤلفاته: (أرض الأحلام) – (نحو فلسفة علمية).
من الكتب المُترجمة: (فنون الأدب) – (آثرت الحرية).