الفقر وحلول مطروحة لمشكلة ضَعْفِ القوة الشرائية
الفقر وحلول مطروحة لمشكلة ضَعْفِ القوة الشرائية
يذهب الكاتب إلى أن الفقر ظاهرة لم تختفِ نهائيًّا، وأنها ليست مقتصرة على الإنسان بل هي موجودة لدى الكائنات الحية جميعًا، والإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع تجنب الفقر، وتشمل طبقة الفقراء الأشخاص غير المنتجين أو الأشخاص الذين ينتجون وقوتهم الشرائية ضعيفة أو ليست لديهم هذه القوة، وأعداد هذه الطبقة في ازدياد، وبعد اعتراف المجتمع بتبعية أفراده له فقد أعطى الفقراء الحد الأدنى من المسكن والمأكل والملبس دون إلزامهم بالعمل ليحصلوا على ذلك، على أساس أن ذلك يساعدهم على الحياة، ولكن ذلك يدفعهم إلى التشرد والخمول بدلًا من تنمية قدرتهم على العمل، والواقع أن كلتا الطبقتين الغنية المستهلكة والطبقة الفقيرة المتعطلة تمثلان ضررًا كبيرًا على المجتمع.
يطرح الكاتب اثنين من الحلول لمشكلة القوة الشرائية، يمثل كل منهما اتجاهًا مختلفًا في التفكير، فيذهب الاتجاه الأول إلى أن مشكلة الإنتاج الذي يركز على المكسب يمكن حلها من خلال وضع ساعات محددة للعمل، وإعطاء كبار السن معاشات، وزيادة عدد سنوات الدراسة، وزيادة رواتب العمال زيادةً لا تدفعهم إلى التنافس، وبعد تحقيق ذلك سيترتب على زيادة مستوى المعيشة قيام العمال بابتكار مشروعات جديدة يعمل فيها الأشخاص العاطلون عن العمل، مما يؤدي إلى زيادة الاستهلاك.
يذهب الاتجاه الآخر إلى فرض الضرائب على الأغنياء مما يؤدي إلى تضخم العملة، ويتم عمل تجديدات للمدن والطرق والمرافق العامة، ويعمل العاطلون عن العمل في هذه المشروعات التي يعود مكسبها على المجتمع بأكمله، فيتوافر لأفراده العمل وقوة الشراء، وتكون تلك المشروعات دافعة لمشروعات أخرى فتزيد ثروة المجتمع وينهض المجال الصناعي.
الفكرة من كتاب الأغنياء والفقراء
يتناول الكتاب فصلين من كتاب (عمل الإنسان وثروته وسعادته) الذي نُشر عام ١٩٣٢، ويعرض فيه الكاتب رؤيته للنظام الاقتصادي في ذلك الوقت، وما نتج عنه من أضرار، ويطرح بعض الحلول لمواجهتها متأثرًا في ذلك بنزعته الاشتراكية، ويتناول القضايا الخاصة بالغنى والفقر، والمساواة بين الجنسين، والفروق بين الرجل والمرأة، ونظرة المجتمع إلى المرأة العاملة، وأضرار أن يقتصر عملها داخل المنزل، يتناول كل ذلك من ناحية اجتماعية ونفسية، ويعبر عن آماله وما يرجوه في المستقبل من تحقيق هدف الوحدة الإنسانية وأن يعم الخير على الجميع.
مؤلف كتاب الأغنياء والفقراء
هربرت جورج ويلز، أديب ومُفكِّر، وُلِد في إنجلترا عام ١٨٦٦م، من أسرة من الطبقة المتوسطة، تخرج في كلية العلوم من جامعة لندن، يعتنق المذهب الاشتراكي وكان هدفه تحقيق الوحدة العالمية، وكان يُعبر من خلال أدبه عن استيائه من حاضره وعن مستقبل الإنسان الذي يأمله، ويقدم الحلول لمشكلات عصره، قدم ويلز الكثير من الإنتاج الأدبي الذي تضمن البيولوجيا وقصصًا قصيرة تناولت موضوعات علمية، ومؤلفات في الاشتراكية وفي علم الاجتماع، وقصصًا طويلة يظهر فيها تفكيره في المجتمع ونزعته الاشتراكية.
من مؤلفاته: (آلة الزمن) – (لؤلؤة الحب) – (القَلَنسوَة الأُرجوانية).
معلومات عن المترجم
زكي نجيب محمود، فيلسوف ومُفكِّر مصري، وُلِد في محافظة دمياط عام ١٩٠٥م، حصل على بكالوريوس الشرفية في الفلسفة من جامعة لندن، كما حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من كلية الملك بلندن، والدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، عمل بالتدريس في العديد من البلدان العربية والأجنبية، ومنها مصر ولبنان والكويت والولايات المتحدة الأمريكية، وكان عضوًا في لجنة التأليف والترجمة والنشر وغيرها من اللجان والمجالس القومية، وحصل على العديد من الجوائز والأوسمة.
من مُؤلفاته: (أرض الأحلام) – (نحو فلسفة علمية).
من الكتب المُترجمة: (فنون الأدب) – (آثرت الحرية).