الخمس عيون Five eyes
الخمس عيون Five eyes
من الأمور الهامة التي ساعدت على تعزيز قدرة الـ NSA على التنصت والحصول على المعلومات ما يدعى بتحالف الخمس عيون، ففي أعقاب الحرب العالمية الثانية تم تمديد اتفاق دولي تعود جذوره إلى التعاون الاستخباراتي بين دول الحلفاء لمحاربة النازية عن طريق تبادل المعلومات الاستخباراتية بين خمس جهات هي: الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا وأستراليا؛ وقد ساعد هذا التحالف الذي يضمن للحلفاء الخمسة مجالات أوسع للتجسس واعتراض المعلومات المهمة على إتاحة التكنولوجيا اللازمة التنصت وتسجيل وتنقيح المعلومات؛ ومن المفترض أن هذا الاتفاق يشمل ضمنيًّا قاعدة تنص على أن هذه الجهات لا تنفذ عمليات تجسسية في ما بينها، إلا أن تسريبات سنودن أظهرت غير ذلك، فأكثر الحلفاء قربًا (الولايات المتحدة وبريطانيا) قاما بشن عمليات استخباراتية ضد بعضهم بعضًا كما نفذا عمليات تستهدف جميع الدول الأخرى.
وتعد وكالة GCHQ البريطانية للأمن القومي أقوى حليف لـوكالة الـ NSA لعدة أسباب، منها الموقع المميز على حافة المحيط الأطلنطي الذي يربط بين القارات أوروبا وإفريقيا وأمريكا مما يتيح لها التنصت على نحو 25 بالمئة من محتوى الإنترنت internet traffic الذي يمر عبر الألياف الضوئية، وهذه القدرة إلى جانب الجزء الآخر الذي يمر بالولايات المتحدة يمنح الدولتين سيطرة شبه كاملة على الإنترنت، حتى إن ال GCHQ بدأت مشروعها لامتلاك الإنترنت ويدعى TEMPORA، عن طريق اعتراض المعلومات وتخزينها في مراكز معلومات ضخمة حتى يمكن لمحللي البيانات مراجعتها ودراستها لاحقًا بأثر رجعي، وقد أضافت هذه العملية للوكالة ميزة تكنولوجية هائلة بسبب الصعوبة التي تشكلها محاولة استخراج معلومات قيمة بين القدر الهائل من البيانات المتبادلة على الإنترنت لحظيًّا، هذا إلى جانب وجود تشريعات مثل RIPA الذي يعطي الإذن لوكالة ال GCHQ للشروع في عمليات تجسس شاملة على الأراضي البريطانية.
الفكرة من كتاب ملفات سنودن: القصة الخفيّة لأكثر رجل مطلوب في العالم.
في اليوم الخامس من شهر يونيو عام 2013م، نشرت صحيفة الجارديان الأمريكية مقالًا حصريًّا؛ محتواه أن وكالة الأمن القومي بالولايات المتحدة الأمريكية NSA نفذت عمليات تجسس بحق مواطنيها عن طريق إجبار شركة الاتصالات Verizon بتسليم جميع السجلات الهاتفية الخاصة بعملائها، وقد استدلت الصحيفة على صحة هذه المعلومات بمجموعة ملفات تم تسريبها بواسطة أحد العاملين المجهولين بالوكالة.
لم تكن هذه المقالة هي الأخيرة من نوعها، فقد تلتها مجموعة من المقالات التي تحتوي المزيد من التسريبات وتتشارك الخبر المقلق ذاته؛ وهو انتقال عمليات التجسس من المجال الحربي والبحث عن المعلومات التكنولوجية لتعزيز الأمن القومي إلى المجال الشخصي، حيث يتم استهداف الأفراد العاديين والمواطنين بشكل دوري، مع الاحتفاظ بهذه المعلومات الخاصة بل وتوظيفها للملاحقة القانونية عندما يقتضي الأمر.
بالطبع أثارت هذه الأخبار الكثير من الجدل في الأوساط السياسية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي لتهديدها المباشر للحرية الشخصية وخصوصية الأفراد، ما أدي إلى نشوء مناظرات وظهور ردود أفعال عديدة حول الأمر، لاحقًا نُسِبَت هذه التسريبات إلى الموظف السابق بالوكالة “إدوارد سنودن”، الذي تعاون مع صحيفة الجارديان على نشر أكبر تسريب استخباراتي في العالم الحديث، يحتوي العمليات الشديدة السرية للتجسس التي تنفذها الولايات المتحدة الأمريكية على جميع المواطنين في العالم.
مؤلف كتاب ملفات سنودن: القصة الخفيّة لأكثر رجل مطلوب في العالم.
لوك هاردينج: هو مراسل صحيفة الجارديان للشؤون الخارجية في روسيا منذ عام 2007م، حتى تم ترحيله عام 2011م لنشره عدة مقالات شائكة عن السياسة الروسية تحت قيادة الرئيس “فلاديمير بوتين”.
حصل “هاردينج” على البكالوريا الدولية من جامعة أتلانتك، ودرس اللغة الإنجليزية في جامعة أوكسفورد، كما عمل مراسلًا في العديد من الدول، منها الهند وليبيا وأفغانستان، ومن مؤلفاته في مجال التسريبات الاستخباراتية: كتاب “ويكيليكس” الذي صدر عام 2011م بالتعاون مع الصحفي “ديفيد ليج” عن وقائع تسريبات ويكيليكس الشهيرة، وفي عام 2014 حصل “هاردينج” على جائزة جيمس كاميرون لمجمل أعماله المنشورة حول تسريبات “ويكيليكس” و”ملفات سنودن”.
من أهم مؤلفاته:
WikiLeaks: Inside Julian Assange’s War on Secrecy
Mafia State: How one reporter became an enemy of the brutal new Russia