مراحل متغيِّرة
مراحل متغيِّرة
إن النمو السليم للطفل لا يكفيه حب الوالدين ونواياهم الحسنة فقط! بل إن التعامل الفعَّال والتربية الإيجابية لهذا الطفل هي التي تعزِّز نموَّه، فربما أنت تتوقَّع نضوجًا كلما كبر عمر الطفل، ولكن ضع في اعتبارك أن هذه ليست قاعدة أساسية، فالنمو ليس مستقيمًا في كثير من الأحيان، إذ إن الأطفال لا يمرون جميعًا بنفس التغيُّرات العضوية ولا يكون نموهم بنفس الوتيرة! فعلى الآباء أن يدركوا ما هو متناسب مع مراحل نمو ذويهم حتى يستطيعوا التعامل مع مشكلاتهم، كما يجب عليهم أن يتسلَّحوا بالصبر والأناة.
وقد يتعرَّض الطفل لمشكلة التخلُّف العقلي وصعوبات التعلُّم، وهي مشكلة تتعلَّق بالنمو والتطوُّر وليست مجرد اضطراب في الشخصية أو السلوك، وعادةً ما يتم اكتشاف ذلك من خلال استخدام مقاييس الذكاء التي تحتوي مشكلات حسابية وكلمات ومتاهات تحتاج إلى المهارة في حلِّها، وحتى لو كان الذكاء غالبًا ما تحكمه عوامل وراثية، فقد بيَّنت بعض التدريبات على النشاط الحركي والعقلي وحل المشكلات أن هناك نسبة في ارتفاع نسب الذكاء لدى الأطفال تُقدَّر بأكثر من خمسة وعشرين بالمائة، مما يحل بعض حالات التخلُّف العقلي البسيط حتى يتمكَّن الطفل من مواصلة دراسته والانتباه لذاته بشكل مستقل.
أمَّا حياة المراهق فهي تمثل تحدِّيًا حساسًا وصعبًا، لأن المعاملة مع المراهقين تستلزم التحمُّل والفهم، ففي هذه الفترة تحدث تغيُّرات جسمية ونفسية تثير تعجُّب الأسرة والأبوين، وعلاج الكثير من مشكلات المراهقين يتوقَّف على الآباء ومدى صبرهم، ومن أكبر الأخطاء التي يرتكبها الآباء هي الدخول في موقف تنافس مع الشلة التي ينتمي إليها الابن، ما يجعلهم في تشاحن دائم، وكذلك يستخدم كثير من الآباء أسلوب السيطرة، ما يؤدي بالمراهق إلى تجنُّبهم أو حتى هروبه من المنزل.
وهناك أربع قواعد أساسية لتحسين التواصل مع المراهق، وهي الإصغاء الجيد، والتعبير عن الشعور بدلًا من اللوم والتأنيب وتعديل السلوك الخاطئ وليس تغيُّر الشخصية ككل، والتشجيع على استمرار الحوار والتواصل.
الفكرة من كتاب العلاج السلوكي للطفل والمراهق
إن الأطفال والمراهقين يحتاجون إلى معاملة خاصَّة لأن هذه الفترة تحديدًا من أعمارهم تكون حساسة وتُبنى فيها نظرتهم إلى الحياة، وقد يتعرَّضون للمشكلات النفسيَّة والاضطرابات خلال هذه المرحلة، وهنا يأتي دور الأهل في تسليط الضوء على العلاج والحلول بدلًا من الجزع والإهمال.
يعرض لنا هذا الكتاب الكثير من الأساليب العلاجية السلوكية التي من المهم أن نكون على دراية بِها لكي نتعامل مع الاضطرابات التي تحدث للأطفال والمراهقين.
مؤلف كتاب العلاج السلوكي للطفل والمراهق
عبد الستَّار إبراهيم: كاتب مصري حاصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة القاهرة عام 1962، وهو عضو وزميل بكثير من الجمعيات العلمية والعالمية في علم النفس والصحة النفسية، وقد مُنِِحَ كثيرًا من الجوائز التقديرية من مؤسسات أمريكية وبريطانية، من مؤلفاته: “الاكتئاب اضطراب العصر الحديث فهمه وأساليبه وعلاجه”، و”علم النفس والإنسان”، و”العلاج النفسي الحديث”.