مخاوف واضطرابات
مخاوف واضطرابات
كما علمنا أن هناك مشكلات عديدة واضطرابات متنوِّعة قد تُصيب الأطفال والمراهقين، ويُمثِّل الخوف من المدرسة إحدى هذه المشكلات التي تسبِّب الضيق والكدر للأسرة، فنجد أن الطفل قد يتمارض أو يبكي ويتوسَّل للبقاء في المنزل، وهناك خطة علاجية يمكن اتباعها في هذه الحالة مثل تكوين علاقات طيبة مع المدرسين للتعرُّف على المشكلة قبل أن تتفاقم، وتجنَّب التركيز على الشكاوى الجسدية ما دمت متأكدًا من سلامته، ثم عليك أن تشجِّعه على الذهاب إلى المدرسة، ومن الضروري أن تتجنَّب التعليق على مخاوف الطفل، فقط لا بد أن تساعده على الاستيقاظ وترتيب أغراضه، ثم زوِّده بالأطعمة التي يحبها واصطحبه بكل هدوء إلى المدرسة، وعندما يعود في المساء أثنِ على نجاحه في الذهاب إلى المدرسة مهما كان سخطه شديدًا في الصباح.
يوجد أيضًا اضطراب تشتُّت الانتباه الذي يعوق كثيرًا من تفاعلات الطفل ويؤثر في قابليته للتعلُّم، وهذا الاضطراب مرتبط باضطرابات الحركة، ولكي تساعد الطفل على تركيز الانتباه ستحتاج إلى كرسيين وطاولة وبعض المدعمات، ثم اطلب من الطفل أن يجلس على الكرسي، فإذا استجاب لذلك ولو لمدة ثلاثين ثانية ادعمه وامتدحه ثم اتجه إلى الخطوة التالية، وهي أن تدرِّبه على أن ينظر إليك عندما تنادي باسمه، فبينما هو يجلس بهدوء انطق اسمه بصوت مرتفع، فإذا لم يستجِب لك سوف تحتاج إلى تدريبه على ذلك، قل له “محمد انظر إليَّ” حتى يصبح قادرًا على النظر إليك وضع المدعم أمام عينيك وقدمه له حالما ينظر إليك، كرِّر ذلك واخفض بالتدريج المدعم عن مستوى عينيك حتى تتأكَّد من أن الطفل أصبح قادرًا على النظر إليك وليس للمدعم فقط!
والخطوة الثالثة ستحتاج فيها إلى تدريب الطفل على القيام ببعض الأنشطة من خلال أدوات تضعها أمامه ثم تطلب منه أن ينظر إليها، حتى تصل إلى الخطوة الرابعة، وهي أن تُدرِّب الطفل على أداء نشاط معيَّن لفترة زمنية بسيطة باستخدام الأدوات التي أمامه كأن يرصها مثلًا أو يجمعها في صندوق.
ولضمان الاستمرار في التغيُّرات السلوكية الإيجابية امتدح الطفل بين الحين والآخر على هذا السلوك وتجنب التعليقات السلبية مثل جملة “لا فائدة.. ها قد بدأت في العنف من جديد”!
الفكرة من كتاب العلاج السلوكي للطفل والمراهق
إن الأطفال والمراهقين يحتاجون إلى معاملة خاصَّة لأن هذه الفترة تحديدًا من أعمارهم تكون حساسة وتُبنى فيها نظرتهم إلى الحياة، وقد يتعرَّضون للمشكلات النفسيَّة والاضطرابات خلال هذه المرحلة، وهنا يأتي دور الأهل في تسليط الضوء على العلاج والحلول بدلًا من الجزع والإهمال.
يعرض لنا هذا الكتاب الكثير من الأساليب العلاجية السلوكية التي من المهم أن نكون على دراية بِها لكي نتعامل مع الاضطرابات التي تحدث للأطفال والمراهقين.
مؤلف كتاب العلاج السلوكي للطفل والمراهق
عبد الستَّار إبراهيم: كاتب مصري حاصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة القاهرة عام 1962، وهو عضو وزميل بكثير من الجمعيات العلمية والعالمية في علم النفس والصحة النفسية، وقد مُنِِحَ كثيرًا من الجوائز التقديرية من مؤسسات أمريكية وبريطانية، من مؤلفاته: “الاكتئاب اضطراب العصر الحديث فهمه وأساليبه وعلاجه”، و”علم النفس والإنسان”، و”العلاج النفسي الحديث”.