أساليب علاجيَّة
أساليب علاجيَّة
إن مناهج العلاج السلوكي تتمثَّل في أربعة محاور بها نظريات رئيسة للتعلُّم، وهي التعلُّم الشرطي والتعلُّم الفعَّال والتعلُّم الاجتماعي والتعلُّم المعرفي.
والعلاج السلوكي في الغالب يتطلَّب تعاون البالغين والمربين والمشرفين على الطفل، فأحيانًا قد يتطرَّق العلاج لسلوك البالغين أنفسهم حتى يتم تعديلها.
وتتضمَّن تطبيقات العلاج السلوكي للطفل أساليب مشابهة للعلاج السلوكي المستخدم للبالغين مع اختلافات تتعلَّق بطبيعة الطفل، فهناك أسلوب التعويد، وهذا يتمُّ استخدامه للمخاوف المرضية أو الرهاب مثل الخوف من الظلام والوحدة أو الخجل الاجتماعي الشديد، وفكرة هذا الأسلوب تتم عن طريق إزالة الاستجابة المرضية بالتدريج واستبدالها بسلوك آخر غير مرضي، وربما يستلزم هذا الأسلوب زيادة التعرُّض للمخاوف مع اعتبار أن يتمَّ دعم الطفل وتشجيعه وطمأنته قدر الإمكان.
ويوجد أيضًا أسلوب التدعيم الذي يشتمل على فكرة امتداح الطفل ومكافأته عند ظهور سلوك إيجابي مخالف للنمط المرضي، والمدعمات أنواع مختلفة، فربما تكون مكافآت معنوية أو مادية، أو مكافآت نشاطية من خلال القيام بأِشياء محبَّبة لطفل كأن يتابع التلفاز مثلًا، أو يذهب إلى الملاهي أو يقود فصله الدراسي، ويجب أن يتم تقديم المدعم حال حدوث السلوك المرغوب وليس متأخرًا عنه؛ حتى لا تقل فاعليته! كما يجب أن يكون له قيمة عند الطفل، وإذا باءت محاولات التصحيح المستمرة بالفشل، فباستطاعتنا أن نستخدم أسلوب التجاهل، حيث يمكن أن تتحكَّم الأسرة في انفعالاتها وتتجاهل الفعل الضار إلى أن يختفي تمامًا من سلوك الطفل، وكذلك لا بد أن يكون التجاهل فوريًّا عند حدوث الفعل الخاطئ، وهذا الأسلوب لا يتعارض مع الدعم، فالتجاهل يكون للسلوك وليس للشخص.
كما أن الأطفال يكتسبون خبراتهم وتعاملاتهم متأثرين بالآخرين، لذلك كان هناك أسلوب الاقتداء، حيث إن الأشخاص بعامَّة يكتسبون رصيدًا سلوكيًّا من خلال محاكاة من حولهم، لذا فإن الطفل الذي نشأ في أسرة خائفة سيكتسب منهم المخاوف والجزع، ومن الممكن أن نلجأ إلى طريقة لعب الأدوار والبروفات السلوكية؛ حتى يتدرَّب الطفل على تمثيل السلوكيات المطلوبة، فإذا كان طفل يعاني من الخجل مثلًا نقوم بإعطائه دورًا يتسم بالجرأة والإقدام.
الفكرة من كتاب العلاج السلوكي للطفل والمراهق
إن الأطفال والمراهقين يحتاجون إلى معاملة خاصَّة لأن هذه الفترة تحديدًا من أعمارهم تكون حساسة وتُبنى فيها نظرتهم إلى الحياة، وقد يتعرَّضون للمشكلات النفسيَّة والاضطرابات خلال هذه المرحلة، وهنا يأتي دور الأهل في تسليط الضوء على العلاج والحلول بدلًا من الجزع والإهمال.
يعرض لنا هذا الكتاب الكثير من الأساليب العلاجية السلوكية التي من المهم أن نكون على دراية بِها لكي نتعامل مع الاضطرابات التي تحدث للأطفال والمراهقين.
مؤلف كتاب العلاج السلوكي للطفل والمراهق
عبد الستَّار إبراهيم: كاتب مصري حاصل على الدكتوراه في علم النفس من جامعة القاهرة عام 1962، وهو عضو وزميل بكثير من الجمعيات العلمية والعالمية في علم النفس والصحة النفسية، وقد مُنِِحَ كثيرًا من الجوائز التقديرية من مؤسسات أمريكية وبريطانية، من مؤلفاته: “الاكتئاب اضطراب العصر الحديث فهمه وأساليبه وعلاجه”، و”علم النفس والإنسان”، و”العلاج النفسي الحديث”.