كيف تؤثر المتعة والمزاح في العلاقات؟
كيف تؤثر المتعة والمزاح في العلاقات؟
بدايةً حس الفكاهة والمتعة هما أساس العلاقات المتينة القوية الدائمة لفترات طويلة، إذ إن فيها من المشاركة والألفة ما يبقى ويزداد باستمرار ويصبح حافزًا داخليًّا بأن المتعة تكمن في هذه العلاقة، ومن ثم الإقبال عليها قلبًا وقالبًا.
ما القوى الخفية للضحك واللهو؟ في الواقع عندما تضحك يعمل ذلك على تهدئة جسمك من خلال تحفيز مراكز الدماغ لإفراز الإندورفين، وهي مواد مخدِّرة مهدئة تخفِّف الآلام وتسبِّب السعادة وتُشعِرنا بالحب والحياة وتحسن الثقة بالنفس وتزيل الغضب وتقوي الجهاز المناعي، ومن ثم يوفِّر هذا الميكانزم فرصة كبيرة للحفاظ على النفس حتى في أصعب البيئات كالبيئة العدائية الغاضبة، بل إنه يستغلُّ هذه المشاعر السلبية في هذه البيئة ويحولها إلى مشاعر إيجابية.
عندما تكون شخصية محبَّة للمتعة ومعتمدة على الفكاهة في حياتها، فإن ذلك من شأنه أن يخفِّف التوتر والقلق وتبعاتهما من تقبُّل للصعوبات والإحباط والمِحن، والإحساس بالحيوية والاسترخاء، وزيادة الحس الإبداعي انطلاقًا من الارتكاز على أرضية نفسية شبه مستقرة،ومن هنا تصبح قادرًا على تحسين علاقاتك، حيث تبقى في تركيزك وانتباهك للعلاقة وتولد تلقائيًّا كل المشاعر الإيجابية، وبالأخص مشاعر البقاء نتيجة لاستقرار الأمل في النفس والتفكير.
وإليك هذه الدراسة المهمة التي أقيمت في مخيَّمات اللاجئين، حيث تم تقسيم الأمهات إلى فريقين؛ فريق يقدم لأطفاله بيئة مسلية، وبها الكثير من اللهو، إضافةً إلى الطعام، والفريق الآخر يقدِّم لأطفاله الطعام فقط، ماذا تتوقَّع لكلٍّ من المجموعتين؟ وهل بيئة التسلية تلك بالأهمية التي تجعلها تُحدِث قدرًا ما من التغيير؟ أظهرت النتائج أن الأطفال الذين نشؤوا في بيئة لهو وتسلية لم يجعلهم هذا أقل عرضة للإصابة بالإحباط وحسب، ولكنهم أصبحوا أكثر ازدهارًا على المستوى الصحي البدني أيضًا على عكس مجموعة الأطفال الأخرى.
الفكرة من كتاب لغة الذكاء العاطفي
من أكثر الأسئلة التي تدور في ذهن الإنسان ما يخصُّ علاقاته في بيته وعمله ومجتمعه، ويرهق نفسه إما في اللوم واستنفاد طاقته، أو عدم اعتنائه بعلاقاته ليأسه وإحباطه وعجزه.
يقدِّم هذا الكتاب حلولًا نفسية عملية للحفاظ على صحة العلاقات في الحياة، بل وتنمية التواصل المشوَّش بيننا وبين الآخرين، في البداية تذكر الكاتبة كيف يتأثَّر الناس بالعلاقات منذ مرحلة الطفولة، ثم توضح الأسباب العامة لفشل العلاقات، وبعد ذلك تُفرد حديثًا مطولًا عن التوتر وما يصنعه من ضغوطات علينا وعلى من نحب وكيفية التعامل معه والسيطرة عليه، وتُعلِّق على المزاح والحس الفكاهي في العلاقات بأن قليله يصنع من الود ما لا يصنعه الكلام، وأخيرًا تنبِّه لطريقة حل الخلافات بين طرفي العلاقة إن كانت مما لا يؤثر فيهما بالضرر الجسدي أو المعنوي بصورة لا يمكن تحملها.
مؤلف كتاب لغة الذكاء العاطفي
جين سيغال: حصلت جين سيغال على درجة الماجستير في علم النفس ودرجة الدكتوراه في علم الاجتماع، مع تخصُّصها في الصحة الشاملة.
بدأت حياتها المهنية في أواخر الستينيات بصفتها مستشارة زواج وعائلة مرخصة، عملت على نطاق واسع في خدمة الأسرة في لوس أنجلوس ومع مجموعة مرموقة من أطباء الأورام في مركز سانت جوزيف الطبي، كما أدارت عيادتها الخاصة.
لها العديد من المؤلفات في العلاقات وعلم النفس، أهمها:
Feeling Loved: The Science of Nurturing Meaningful Connections and Building Lasting Happiness
Raising your emotional intelligence
معلومات عن المترجم:
مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم أطلقت برنامج “ترجم” بهدف إثراء المكتبة العربية بأفضل ما قدَّمه الفكر العالمي من معارف وعلوم، عبر نقلها إلى العربية والعمل على إظهار الوجه الحضاري للأمة عن طريق ترجمة الإبداعات العربية إلى لغات العالم.