التغذية الراجعة
التغذية الراجعة
هي إحدى أهم مشكلات التواصل الاجتماعي، وهناك نوعان من التغذية الراجعة، التغذية الضمنية والصريحة، فالتغذية الضمنية: هي التي يقدمها إلينا عقلنا الواعي على مدار أربع وعشرين ساعة، وتكون مستمدة من الحواس الخمسة، ويمكن ملاحظتها حينما تكون بأحد الاجتماعات، وتلاحظ أن أحد الحضور ليس راضيًا تمامًا عما تقوله، وذلك من تعبيرات وجهه، وحركات جسده، وحينما تسأله أن يعبر عن رأيه وعما يضايقه، تمنع المشكلة من التفاقم، بينما لو كنت في اجتماع على الواقع الافتراضي، لم تكن لتلاحظ ذلك الأمر، وربما كانت الأمور ستصبح أسوأ، وتعتمد التغذية الراجعة الصريحة على التغذية الراجعة الضمنية بشكل كبير، وفي العالم الواقعي يمتزج كلا النوعين من التغذية، فكلماتنا تُنقل إلى الآخرين، وكذلك كلمات الآخرين، فنحن نبتسم ونحزن، وتعمل حواسنا طوال الوقت؛ مكونة معنى وسياقًا لحياتنا اليومية.
وعندما نكون في العالم الافتراضي فإننا نفتقر إلى التغذية الراجعة، لأن جهازنا الحسي يُحرم منها، مما يحدث الكثير من سوء التفاهم، والشعور بالضياع، والخطر، والحيرة، وتعتمد التغذية الراجعة على الثقة، وفي العلاقات المباشرة عند وجود الثقة، إن حدثت أي مشكلات فإنه يتم حلها، وربما تعود الثقة لتصبح أقوى من ذي قبل، أما في العالم الافتراضي ذي الثقة الهشة، فإن أي مشكلة تجعل العلاقة تنهار، وذلك لأن التغذية الراجعة الافتراضية يشوبها العديد من العيوب، فمن الصعب الحصول عليها لأنها تستلزم وجود الشخص أمامك، كي يفهم عقلك اللا واعي ما ترغب به من علامات جسده، كما أنها تكون ضعيفة، وتحمل معاني أقل، ومن ثم تتسبب أحيانًا في إحداث حرج كبير على الإنترنت.
وحاليًّا نحن نناقض أنفسنا، فنتوق إلى التغذية الراجعة ومع ذلك نخشاها، فنحن نرغب في التقدير، ولكننا نرتعب من انقلاب ذلك علينا، ولكي تتقن التغذية الراجعة الافتراضية عليك أن تجعلها صادقة ومناسبة للجهد والمتلقي، ويجب عليك أن تُظهر السلطة، والتواضع بنفس الوقت، وذلك عن طريق التحلي بقدر من الحكمة والخبرة، ونحن البشر بطبيعتنا نتلهف للتواصل البشري، ولكن التواصل الافتراضي أقل إشباعًا، ولذا فإننا لا نشبع من التواصل بداخله أبدًا، بل وقد نشعر بالوحدة.
الفكرة من كتاب هل تسمعني؟.. كيف تتواصل مع الناس في عالم افتراضي.
لربما يكون أفضل وصف لما نعايشه في القرن الحادي والعشرين، هو أننا نعيش في نصفين منفصلين أحدهما حقيقي، والآخر افتراضي، فعلى الرغم من أن القدرة على التواصل الافتراضي تعد تقدمًا كبيرًا، فإن لهذه التجربة التكنولوجية الضخمة جوانب سلبية، مثل مدى الانتباه الذي أصبح أقصر، وإدمان البقاء في العالم الافتراضي، والعلاقات التي أصبحت أكثر هشاشة، وكل هذا يدفعنا للتساؤل هل الفضاء الافتراضي أفضل اختراع مر علينا؟ أم أنه يحمل في طياته أسوأ ما قد يواجه البشرية؟ ويدور هذا الكتاب حول مشكلات التواصل الافتراضي، ويقارنها بالتواصل الواقعي، كما سيساعدك الكتاب على بناء وجهة نظر ومفاهيم جديدة لتتعلم كيف تعيش بشكل أذكى، وتتواصل بشكل مختلف، كي تستطيع الصمود في هذا العالم الافتراضي الجديد والجريء.
مؤلف كتاب هل تسمعني؟.. كيف تتواصل مع الناس في عالم افتراضي.
نِك مورجان : وُلِدَ عام 1953، وهو كاتب أمريكي، وواحد من أفضل الخطباء، والمدربين في مجال التواصل في العالم، حصل على دكتوراه في الأدب والبلاغة من جامعة برنستون، وله مئات المقالات التي نشرت في الصحف المحلية والوطنية، ويظهر بشكل متكرر على التلفاز، ويهتم بمساعدة الناس على الوصول إلى الوضوح والشفافية في طريقة تفكيرهم، وكيفية إيصالها ببراعة.
ومن أبرز أعماله:
Give Your Speech.
Power Cues.
Trust Me.