مرحلة المدرسة الابتدائية
مرحلة المدرسة الابتدائية
لدى بلوغ الطفل السادسة يصبح قادرًا على الكتابة والنوم والاستحمام دون مساعدة، وخلال سنة أخرى يشارك في الألعاب الجماعية والتمثيلية، ويكتسب القدرة على استعمال السكين وفرشاة الشعر، وفي سن الثامنة إلى التاسعة يتمكَّن من القراءة تلقائيًّا واستخدام الأدوات وأداء الأعمال المنزلية وإجراء عمليات الشراء بلا خطأ. أما بعد التاسعة فيستطيع كتابة الخطابات والرد على المكالمات ورعاية نفسه والآخرين وابتكار أعمال إبداعية وتصفُّح الكتب والمجلات.
يصير اللعب والانطلاق لمعرفة العالم خارج المنزل هو النشاط المهيمن على جميع أنشطة الطفل الأخرى وقد يتعارض مع طلبات الوالدين، واللعب هو وسيلته للمتعة وتفريغ الطاقة، وهو أيضًا أداة لتنمية مواهبه وتعلُّم الأدوار الاجتماعية والنظام وإحساسه بالذات واتباع القوانين، وقال فروبل بأهمية اللعب في التعليم، كما يمكن استخدامه في العلاج النفسي وتشخيص بعض الاضطرابات، ويتخذ اللعب أشكالًا متنوِّعة كألعاب الخيال مثل عسكر وحرامية والألعاب ذات القوانين والألعاب التي تتم على نمط متكرِّر والألعاب الإبداعية والموجَّهة والتنافسية والألعاب التي تسهم في فرض أفكار وقيم معينة، ويتزامن مع ولع الطفل باللعب الانتماء إلى جماعة معينة وتكوين “شلته” الخاصة التي تصل أهميتها أعلى مدى في سِن المراهقة حيث يكون لها التأثير الأكبر في توجيه تصرُّفاته وأفكاره ربما إلى درجة الصراع بين قيم جماعته التي ينتصر لها ورغبات والديه أو أعراف المجتمع، ومن خلال هذه الجماعة يتحرَّر الطفل من الأنانية إلى الإيثار والمشاركة والإحساس بالمسؤولية، ويتكوَّن لديه الحِس الأخلاقي والتمييز بين الصواب والخطأ والحلال والحرام، ويرى كولبيري أن النضج الأخلاقي يمر بثلاثة أطوار: طور يظل الطفل فيه سلبيًّا، ويكون الثواب والعقاب محدِّدَين لسلوكه، وآخر يميل إلى التزام ما يفرضه المجتمع من قواعد سلوكية، وثالث يصنع قيمة نابعة من ذاته ورؤيته وتندثر أهمية المجتمع والمكافأة.
الفكرة من كتاب الصحة النفسية للطفل من الميلاد وحتى 12 سنة
أبناؤنا هم فِلْذاتُ أكبادنا الذين استأثروا منا بكل غالٍ ونفيس، وهان لأجلهم كل صعب وعزيز رغبةً صادقة في صلاحهم وسعادتهم، ولكن الرغبة لا تعني المعرفة، وقد تضيع آمالنا بين إفراط وتفريط ناشئَين عن الجهل بوسائل التربية المناسبة لطبيعة كل مرحلة عمرية، والإحسان في التربية مطلب شرعي وعقلي وحضاري، وهو استثمار ناجح لرفعة أمتنا قبل أبنائنا، وفي هذا الكتاب وسائل تربوية ناجعة تقوم على أسس علمية أنضجتها سنوات من الخبرات العملية قضاها المؤلف في التعامل مع الأطفال، وتتسم بسهولة فهمها وتطبيقها ومراعاة كافة الجوانب، وتنأى عن المثاليات الحالمة والروافد الغريبة عن ديننا وعاداتنا.
مؤلف كتاب الصحة النفسية للطفل من الميلاد وحتى 12 سنة
حاتم آدم: طبيب مصري وُلد بالقاهرة عام ١٩٥٥، حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة القاهرة، وماجستير الدراسات الطبية والنفسية للأطفال ودبلومة الأمراض النفسية والعصبية والعقلية من جامعة عين شمس، كما حصل على ليسانس أصول الدين من جامعة الأزهر، وعمل بقسم الأطفال بمستشفى الصحة النفسية في الرياض والطائف.
من مؤلفاته: الصحة النفسية للمراهقين.