أساليب تربوية
أساليب تربوية
يمكن التعامل مع تصرُّفات الطفل بأساليب متعددة؛ مثل التدعيم الإيجابي للسلوكيات المرغوبة بالمدح والثناء والهدايا، ويكون فعالًا عندما يرتبط مباشرةً بزمن حدوث السلوك ويقل تدريجيًّا مع تحسُّن السلوك، أما أشكال التدعيم السلبي للسلوكيات الخاطئة فمتعدِّدة، ومنها: الزجر والحرمان من شيء يحبه الطفل والإبعاد المؤقَّت لمدة قصيرة عن مكان السلوك غير المرغوب، وتجاهل بعض التصرُّفات كالبكاء المستمر والشكوى يعد أفضل من التركيز عليها ودخول في جدال مع الطفل، لكن بشرط ألا تكون خطرة كالسلوك العدواني والسرقة ونحوها، ومسموح بالعقوبة البدنية لمن فوق السابعة، ولعبة الأدوار تقوي المهارات الاجتماعية مثل أن يمثل طفل خجول دور شخص جريء، وإشراك الطفل في الأعمال المنزلية التي يستطيعها وتحميله مسؤوليات مناسبة لسنِّه يُكسبه الثقة بالنفس، كما ينبغي تعليمه كيفية مواجهة المواقف المخيفة والمثيرة للقلق عندما يرى والديه يواجهان المواقف عينها بثبات وحزم.
على الآباء أن يتجنَّبوا الطرق غير الحميدة في تهذيب سلوك الطفل كالدعاء عليه أو لعنه وشتمه، وأسلوب التسلط الشديد على كل أفعاله ومقابلة كل طلباته بالرفض والعقاب على كل خطأ_ يجعل شخصيته ضعيفة ومترددة ويفقده ثقته بنفسه، والأَولى من تلك القبضة الفولاذية أن يُعامل بالرفق والتسامح والتقدير لرأيه وعدم تكليفه بما لا يستطيع، والضد المتطرف لذلك -وهو التدليل الزائد والإذعان لكل رغبات الصبي وغض الطرف عن سلوكياته المَعيبة رغبة في إسعادهم، ورجاءَ أن تنضبط تصرفاتهم في الكِبَر، أو خوفًا من أن يصبحوا “معقدين” في المستقبل- له عواقب وخيمة تنزل -أول ما تنزل- على الآباء أنفسهم، وينشأ الطفل بسببها سلبيًّا وهشًّا أمام صعوبات الحياة، فاقدًا المرونة الكافية لتعلم النظام والمثابرة على عمل، ومن الأساليب المفسدة لأخلاق ونفسية الطفل: التفريق في المعاملة، والقسوة الشديدة، والتهديد بأمور مفزعة كاللسع والحبس في غرفة مظلمة، والإهمال الدائم الذي يُشعره بعدم وجودًه فضلًا عن أهميته فيشبَّ على اللامبالاة والعدوانية وعدم الانتماء وكراهية الآخرين.
الفكرة من كتاب الصحة النفسية للطفل من الميلاد وحتى 12 سنة
أبناؤنا هم فِلْذاتُ أكبادنا الذين استأثروا منا بكل غالٍ ونفيس، وهان لأجلهم كل صعب وعزيز رغبةً صادقة في صلاحهم وسعادتهم، ولكن الرغبة لا تعني المعرفة، وقد تضيع آمالنا بين إفراط وتفريط ناشئَين عن الجهل بوسائل التربية المناسبة لطبيعة كل مرحلة عمرية، والإحسان في التربية مطلب شرعي وعقلي وحضاري، وهو استثمار ناجح لرفعة أمتنا قبل أبنائنا، وفي هذا الكتاب وسائل تربوية ناجعة تقوم على أسس علمية أنضجتها سنوات من الخبرات العملية قضاها المؤلف في التعامل مع الأطفال، وتتسم بسهولة فهمها وتطبيقها ومراعاة كافة الجوانب، وتنأى عن المثاليات الحالمة والروافد الغريبة عن ديننا وعاداتنا.
مؤلف كتاب الصحة النفسية للطفل من الميلاد وحتى 12 سنة
حاتم آدم: طبيب مصري وُلد بالقاهرة عام ١٩٥٥، حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من جامعة القاهرة، وماجستير الدراسات الطبية والنفسية للأطفال ودبلومة الأمراض النفسية والعصبية والعقلية من جامعة عين شمس، كما حصل على ليسانس أصول الدين من جامعة الأزهر، وعمل بقسم الأطفال بمستشفى الصحة النفسية في الرياض والطائف.
من مؤلفاته: الصحة النفسية للمراهقين.