لا تلفزيون
لا تلفزيون
كانت أفضل الوسائل لدراسة تأثيرات المشاهدة التلفزيونية المنتظمة في الحياة الأسرية هي استخدام طريقة ما قبل وما بعد، عن طريق إبعاد التلفزيون عن الأسرة تمامًا لفترة من الزمن، والبحث عن الفروق بين حياتها اليومية مع التلفزيون ومن دونه، وتطوَّعت الكثير من الأسر لإجراء هذه التجربة غير الرسمية نتيجة لقلقهم على أطفالهم الذين أصبحوا مدمنين للمشاهد التلفزيونية، ودهش الآباء في بعض الأسر التي لديها أطفال في سن ما قبل المدرسة عند اكتشاف أن الأطفال لاحظوا بالكاد غياب التلفزيون من روتين حياتهم، وكان بعض أطفال المدارس متحمِّسين في البداية على الأقل، ومن ناحية ثانية عبَّر البعض عن الغضب والاستياء من آبائهم لحرمانهم من التلفزيون.
وذكرت غالبية الأسر أنها واجهت بعض الصعوبات خلال الأيام الأولى للتجربة، وقارن البعض تلك الفترة بالإقلاع عن تعاطي المخدرات، وفي جميع الحالات أشار الآباء والأطفال إلى أنه بمرور الوقت، قلَّ افتقادهم التلفزيون شيئًا فشيئًا، وأثناء فترة الانقطاع شكا بعض الأطفال من مشاعر مشوَّشة ومستوحشة، وسجَّل الآباء العديد من التغيرات التي طرأت على حياتهم، أولها زيادة تفاعل الأطفال مع الكبار، واستقبالهم للضيوف، وأصبح الجو في المنزل أكثر هدوءًا، وأصبح الأطفال أكثر قربًا من والديهم بسبب مشاركتهم في المزيد من الأشياء، وقدَّم الأطفال المساعدة في البيت، ولاحظ الآباء تغيرات في وقت النوم والوجبات؛ حيث أصبحوا يذهبون إلى الفراش في وقت مبكر جدًّا، ووجبات العشاء أصبحت أطول، ولاحظوا زيادة واضحة في عدد الكتب المقروءة خلال فترة اللاتلفزيون.
وعلى الرغم من التغيرات الإيجابية التي لوحظت خلال الفترة اللاتلفزيونية من قبل جميع الأسر، فإن بعضها لم يستطِع الاستمرار في العيش من دون التلفزيون، وفسَّر أحد علماء النفس هذا، بأن الآباء في الحقيقة كانوا يخدعون أنفسهم، حين ظنُّوا أن من الواجب مشاركة أطفالهم الأنشطة التي بدؤوا فيها خلال فترة اللاتلفزيون مثل القراءة والألعاب، ولم يبحثوا عن كيفية تلبية حاجاتهم التي كانت تحقِّقها المشاهدة التلفزيونية، لذا تذكَّر دائمًا أن إخراج التلفزيون من نظام حياتك سيتطلَّب وقتًا وجهدًا كبيرين.
الفكرة من كتاب الأطفال والإدمان التلفزيوني
قد يظن بعض الناس أن مجرد التعلُّق بمشاهدة التلفزيون عادة أو سلوك لا نقف أمامه بالدراسة أو البحث أو حتى التساؤل، ولكن لو علموا المشاكل التي قد يسبِّبها إدمان التلفزيون على الإنسان بعامة والطفل بخاصة سواء نفسيًّا أو اجتماعيًّا، لأدركوا ضرورة البحث عن علاج لهذا الإدمان، لذا يحاول الكاتب عرض الآثار السلبية لمشاهدة التلفاز على الطفل والعائلة، ويتساءل هل يمكن التخلُّص منه بكل سهولة؟
مؤلف كتاب الأطفال والإدمان التلفزيوني
ماري وين: عالمة حيوانات أمريكية، لها العديد من المؤلفات، منها:
The Plug in Drug.
Children without childhood.
المترجم: عبدالفتاح الصبحي