كاريزما النجم والزعيم
كاريزما النجم والزعيم
الكثير من الناس حين نراهم نجدنا منجذبين إليهم، أو قد نجد لهم هيبة في قلوبنا بسبب الشكل الخارجي، ولكن ما إن نتحدث معهم يزول هذا الإحساس، وهذه بالطبع ليست كاريزما النجم الحقيقية، فالنجم الكاريزما الحقيقي كلما اقتربت منه زاد انجذابك إليه، وزاد تأثيره فيك، مع أنك قد لا تستفيد أي شيء من وجوده بجوارك، بل على العكس، فقد يضرك وجودك بجانبه أحيانًا، لأن الأشخاص الكاريزميين فقط بسبب النجومية الذين لا يتمتعون بصفات القيادة أو الزعامة ولو بقدر ضئيل، ستجدهم في الغالب لا يهتمون إلا بمصلحتهم الشخصية، وفي الغالب على حساب مُحبِّيهم، وأكبر مثال على ذلك هو الحال مع أغلب نجوم السينما والمسرح، فأنت تبذل الجهد والمال والوقت لمشاهدتهم فقط لأنك منجذب إليهم، وقد لا تحصل على فائدة حقيقية من مشاهدة بعض أعمالهم أو متابعة أخبارهم، لكنهم يكسبون الكثير من وراء هذا الانجذاب.
ومع هذا فهناك بعض النجوم كان لهم أبعاد أخرى غير الاستفادة الشخصية، وهم في الغالب نجوم حقيقيون، لهم صفات زعامة أو إدارة مع ما لهم من صفات النجومية، واستخدموا حضورهم الطاغي لخدمة مجتمعاتهم وغيرهم من البشر، فنجد النجمة التي قرَّرت التجول في أفقر المناطق الإفريقية تساعد ضحايا المجاعات، ولكن يرى الكاتب أنه إذا كان في العمل الخيري خطر على سلامة النجم أو نجاحه، فغالبًا ما سيتركه عند أول منحنى.
أما بالنسبة إلى كاريزما الزعيم، فصاحبها لا يهمه مظهره، ولا ثروته، ولا تهمه صحته أو سمعته، هو أبعد ما يكون عن طلب الشهرة، وقد يكون فيه من صفات القيادة، ولكن ليس ذلك ما يميزه، فهو غالبًا شخص عادي، ولكنه مُخلص جدًّا لأفكاره، ولا يهمُّه أعداد الذين معه لأنه سيعيش ويموت من أجل هذه الأفكار، لكن إخلاص الزعيم لأفكاره ليس كافيًا، فلا بد أن تكون لديه الوسيلة الفعالة لنقل هذه الأفكار بشكل واضح ومؤثر في الجماهير حوله، كأن يكون خطيبًا قويًّا، أو كاتبًا، أو شاعرًا موهوبًا، يؤثر في كل من حوله ليعمل على حفظ أفكاره والتحرُّك بها، ولها، وأكبر مثال على ذلك الزعيم غاندي، فلم يؤكد التاريخ قط أن السلطة هي مصدر قوته، ولكن قوته كانت في أفعاله وأقواله التي ينقلها الناس عنه في غيابه.
الفكرة من كتاب أصحاب الكاريزما
ما الكاريزما، ومن هم أصحابها، وما القيادة؟ وهل هناك فرق بينها وبين الإدارة، النجم والزعيم والقائد والمدير، فهل كلهم من أصحاب الكاريزما؟ وهل يجب أن يكونوا كذلك؟ وهل كل صاحب كاريزما يصلح قائدًا بطبيعة الحال؟
يوضِّح الكتاب إجابة كل تلك الأسئلة وغيرها، ويأخذك في رحلة حول القيادة والإدارة والنجومية والزعامة مع أصحاب الكاريزما.
مؤلف كتاب أصحاب الكاريزما
إيهاب فكري: هو أحد المهتمين بتنمية القدرات الإدارية الشبابية في مصر، حاصل على بكالوريوس إدارة الأعمال من جامعة عين شمس، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، ودرجة الدكتوراه في استراتيجيات التسويق من الجامعة الأمريكية بلندن، وله العديد من المؤلفات، منها:
فن الكلام وأسلوب الحوار الناجح.
شارع النجاح.
بين يدي أستاذي.