التجاهل والإفراط في الحماية
التجاهل والإفراط في الحماية
يلجأ الأهل إلى جعل التلفاز جليس أطفالهم حتى لا يتسبَّبوا في أي مشكلة أو أذى ويبقى كل شيء نظيفًا ومرتبًا في المنزل، غير واعين إلى النتائج السلبية على المدى البعيد لأفعالهم، إذ إن ترك الطفل منسيًّا أمام التلفاز أشبه بتركه وحيدًا في الحديقة العامة، فهو يشاهد العنف والاغتصاب والجنس والعدوان، كما أنه يصغي إلى الغرباء مؤمنًا بكل ما يقولونه، لأنه لا يملك القدرة على الحكم أو البصيرة، فهو يعتبر كل ما يراه على الشاشة حقيقيًّا، وهذا نوع من التجاهل المقصود، وثمن هذا التجاهل هو قتل براءة الطفل وانعدام شعوره بالأمان والسعادة، لذا على الوالدين التفكير قبل اللجوء إلى هذه الطريقة السهلة، وأن يبذل الوالدان بعض الجهد في اختيار ما يشاهده الأطفال، ولا تخشى أن تقول له: “لا، لن تشاهد هذا”، إذا كان غير مناسب لعمره، فأن يكون البيت مليئًا بالضجة خيرًا من أن يكون سلبيًّا هادئًا على حساب الطفل، كما يجب أن يبذل الوالدان بعض الوقت في حياة أبنائهم، لأنهم بذلك يحضِّرونهم لملاقاة المستقبل أقوياء واثقين من أنفسهم.
كما أن من الأخطاء التي يرتكبها الأهل هو الإفراط في الحماية، نتيجة عدَّة أسباب، منها ما هو راجع إلى الحب، فيصبح الطفل هشًّا عاطفيًّا وضعيفًا، ومنها ما هو راجع إلى الخوف عليهم من الأذى، ناسين أن الطفل يكبر ويحتاج إلى معاملة مختلفة خلال مراحل عمره، لذلك لا بد من الوعي لتحقيق التوازن، لأن ذلك يؤدي بالأهل إلى التحكُّم في حياة أبنائهم ليطمئنوا إلى أن كل شيء مقبول ومُرضٍ، غير مدركين أنهم بذلك يعيشون بدلًا من أبنائهم، إذ يقومون بالأشياء التي على الأطفال القيام بها، ومن ثم يقومون بتدمير إرادة الطفل دون أن يعوا ذلك، فيصبح الطفل فاتر الهمَّة، لا مباليًا، اتكاليًّا، وبلا هدف، فيشعر بالرهبة من كل شيء، إلى جانب قلة الثقة بالنفس، وبناءً على ذلك يجب على الأهل أن يتركوا الفرصة لأبنائهم ليتعلَّموا أن هناك أوضاعًا ممتعة وأخرى مقيتة، وأن هذه هي الحياة، ليست على نسق واحد، إضافةً إلى ذلك عندما يواجه الطفل مشكلة ما، علينا أن نطلب منه أن يقترح حلولًا لها، حتى يعلم أن لكل مشكلة أكثر من حل، ومن ثمَّ نوسِّع مداركه ونظرته للأمور، فيتعلم التفكير في حل المشاكل لا أن نحلَّها بدلًا عنه.
الفكرة من كتاب هل نربي أولادنا أم نفسدهم؟
تبين الكاتبة في هذا الكتاب الآثار السلبية والإيجابية لكلٍّ من نظامي التربية المتبعين، وهما النظام الاستبدادي في التربية، والنظام المتساهل في التربية، وتبين أن كلا النظامين أضرارهما أكثر من نفعهما، وتوضح أنه لا بد من نقطة وسط بين النظامين تقوم على الاستفادة من الآثار الإيجابية في كلا النظامين.
مؤلف كتاب هل نربي أولادنا أم نفسدهم؟
روزا باروسيو: هي دكتورة متخصِّصة في العلاقات الإنسانية والتربية، ومدربة ومحاضرة في العديد من الدول منها: الولايات المتحدة والمكسيك وأوروبا وأمريكا الجنوبية وآسيا، لديها 30 سنة من الخبرة في مجال تربية الأولاد وتوجيه العائلات.
معلومات عن المترجمة:
آمال الأتات: كاتبة ومذيعة ومترجمة.
من مؤلفاتها:
العلاجات الطبيعية للحرقة ولارتداد أسيد المعدة.
أهم 365 نصيحة تحتاجها كل امرأة.
ومن ترجماتها:
أنقذوا الطفل في داخلكم.
اعمل أقل تنجح أكثر! الكسل هو سر النجاح.
هل نربي أولادنا أم نفسدهم؟