أنواع وأشكال المقابلة
أنواع وأشكال المقابلة
في البداية يجب أن نُفرِّق بين المحادثة والمقابلة، فالمحادثة جزء من المقابلة، ليس لها هدف محدد ولا أفراد محدَّدون، ومعظم أهدافها بسبب التسلية والاستمتاع، ومن الممكن فيها تبادل الأدوار ولا يوجد بها التزام مهني، وتحدث في أي وقت وأي مكان، أما المقابلة فلها هدف محدَّد، وهو القياس أو التشخيص أو العلاج، وتحدث في مكان ووقت محددين، ولا يمكن تبادل الأدوار فيها لأن توزيع الأفراد بها محدد مهنيًّا.
وهذا يأخذنا للتعرف على تصنيفات المقابلة كالتالي: من حيث الشكل مقابلات فردية أو جماعية، ومن حيث المدة مقابلات محددة أو غير محددة المدة الزمنية، ومن حيث الهدف مقابلة لتشخيص الفرد مهنيًّا أو مقابلة لتقديم برنامج إرشادي للفرد أو مقابلة مهنية انتقائية أو مقابلة مسحية تخص القضايا المهمة المثارة، ومن حيث المضمون، وهذا يختلف تبعًا للأهداف السابقة، ومن حيث طبيعة المقابلة فهناك مقابلة مبدئية لتقييم الأمر أو مقابلة نهائية لكتابة تقرير حول نتائج المقابلة، ومن حيث النوع مقابلة محددة البنية أو مقابلة شبه محددة أو مقابلة غير محددة، ومن حيث استخدام وسائل أخرى مع المقابلة، وتتفرَّع إلى طريقتين، الأولى حيث يكتفي بما حصل عليه كنتيجة من خلال التواصل اللفظي وغير اللفظي، والأخرى استخدام وسائل تدعم وتؤكد النتائج التي حصل عليها من المقابلة، ومنها: الملاحظة الواعية، وحسن الإصغاء، وتوجيه الأسئلة دون استدراج أو تشكيك، والرجوع إلى السجلات الخاصة بالفرد، ومقابلة الأفراد المحيطين بالشخص، والرجوع إلى المذكرات التي دوَّنها الشخص، والتي تعبر عنه بشكل كبير.
ويتحدَّد شكل المقابلة من خلال هدف البحث، ونوع البيانات المطلوبة، وطبيعة الشخص والخدمة التي يريد الحصول عليها، أما أنواع المقابلة فتتلخَّص في التالي: مقابلة محدَّدة أو مقنَّنة، ومقابلة غير منظمة أو غير موجهة أو مقابلة منظمة أو مقابلات تشخيصية، وتقوم بهدف تشخيص طبي من خلال الفرد أو العائلة أو مع المحيطين به، أو مقابلات للحصول على عمل أو فرز أو مقابلات علاجية، ويُدرج تحته مقابلات العلاج النفسي أو مقابلات إرشادية، وهي اجتماعية مهنية، ويجب أن يتسم الاختصاصي بأخلاق مهنية؛ مثل السرية التامة والتخطيط المسبق والصدق والموضوعية، أو مقابلات تطبيق الاختبارات النفسية، وأخيرًا المقابلات البحثية.
الفكرة من كتاب مهارات المقابلة الشخصية الناجحة
الحياة تُحتم علينا التعامل بين أفراد المجتمع بمختلف أنواعهم، لذا أكثر ما يُعبر عن الشخص حديثه، فكلماته تصف ما بداخل عقله، كما أن حديث الإنسان مُحلَّل له بمضمون ظاهري على الأقل حتى ظهر علم لغة الجسد أيضًا، وأبدت أهمية سلوك الفرد وتحركاته، فهي بشكل أو بآخر تعطينا معلومات عامة عن الشخصية التي تتحدث، وظهر أيضًا ما يُسمى بالمقابلة؛ من مقابلة عمل أو مقابلة اجتماعية أو شخصية أو غيرها، وهي عبارة عن علم وفن مُكتسب يحتاج أن يُدرس بأنواعه ومضامينه المختلفة، وفي كتابنا هذا يعرض لنا الكاتب مفهوم المقابلة وأنواعه ومزايا وعيوب المقابلة، وأيضًا كيف تجتاز مقابلتك الشخصية بنجاح.
مؤلف كتاب مهارات المقابلة الشخصية الناجحة
محمد حسن غانم: كاتب، وروائي، وأستاذ في علم النفس، ومعالج نفسي مصري تخرج في جامعة عين شمس في قسم علم النفس بكلية الآداب، ونال درجة الماجستير في علم النفس، ثم حصل على الدكتوراه، كما عمل أستاذًا مشاركًا بقسم علم النفس بكلية آداب جامعة حلوان، إلى جانب عمله مدربًا في مجال مكافحة الإدمان، وهو عضو بصندوق مكافحة الإدمان التابع لمجلس الوزراء المصري.
له عدة مؤلفات منها: “حياتك بلا خوف”، و”العلاج النفسي”، و”التأثيرات النفسية لوسائل الإعلام”، و”علم النفس التجريبي”، و”كيف تواجه الضغوط النفسية”.