الوقاية من الاضطراب
الوقاية من الاضطراب
نشأنا على مقولة “الوقاية خير من العلاج”، والوقاية من المرض النفسي تحديدًا مهمة وضرورية، ولا بد من معرفة أسباب الأمراض وتحديد الظروف التي تساعد على التخفيف من أعبائها، فمن الإجراءات الوقائية الحيوية رعاية الأم منذ وقت الإخصاب وأثناء الحمل والولادة، ووقاية الأطفال من الأمراض وتنمية المناعات لديهم وتطعيمهم، وإعداد الفحص الطبي الدوري لاكتشاف أي مرض عضوي مبكِّر، وتهيئة الظروف التي تؤدي إلى أفضل مستويات من الضمان لمقاومة ضغوط الحياة، وهناك إجراءات خاصة بالوقاية النفسيَّة تحديدًا مثل العمل على تحقيق أكبر درجة من النمو والتوافق في كل مرحلة، وسيادة أجواء مليئة بالحب لكي يشعر الطفل بأنه مرغوب فيه، وهذا يتمثَّل في إمداد الوالدين بالمعلومات الكافية عن المظاهر المناسبة لإشباع الحاجات النفسيَّة لدى الأطفال، كما أن من المهم القيام بالتربية الجنسية في إطار التعاليم الدينية والمعايير الاجتماعية والقيم الأخلاقية، حتى يتحقق السلوك الجنسي السوي.
إن البرامج الوقائية يجب أن تتناول ظروف الفرد والجماعة، فالمجتمع الصحي هو الذي يهيئ المناخ الاجتماعي والثقافي الذي يسهل النمو السوي لأفراده وجماعاته ويقوم بكل ما يكفل الوقاية من المرض النفسي، ويمكن أن يكون ذلك بواسطة وسائل الإعلام والمدارس والمعاهد العلمية والطبية المتخصِّصة في هذا المجال.
إن علم الصحة النفسية يهتم بدراسة الشخصية واضطرابها والسلوك السوي وغير السوي ، وغير ذلك من دراسة الشخصية العادية والمريضة والشاذة، وتُعرَّف الشخصية على أنها التنظيم الدينامي في الفرد لجميع الأجهزة النفسية الجسمية الذي يحدِّد توافقه الفريد مع بيئته، وللشخصية مكوِّنات مترابطة فإذا حدث اضطراب أو نقص أو شذوذ في أي مكوِّن فسوف يؤدي ذلك إلى اضطراب في البناء العام والأداء الوظيفي، ومكوِّنات الشخصية أربعة: مكونات جسمية وعقلية وانفعالية واجتماعية، فعندما تتنتظم مكوناتها وظيفيًّا وديناميًّا وتنسجم بشكل متوازن ومتسق، يمكننا أن نطلق عليها مصطلح “تكامل الشخصية”، وأي خلل في هذا التكامل يؤدي إلى المرض النفسي.
بيد أن الشخصية تؤثر بها بعض العوامل، مثل العوامل الحيوية ودور العبادة والبيئة والتعلُّم والأسرة ووسائل الإعلام.
الفكرة من كتاب الصحة النفسية والعلاج النفسي
لا يخفى على أحد الآن أهمية العلاج النفسي، لقد أصبح جانبًا ضروريًّا في الحياة بسبب كثرة المشكلات النفسيَّة وازدياد اضطرابات الشخصية في الآونة الأخيرة، فكان من المهم تسليط الضوء على الأزمات النفسية وتطوير علاجاتها بشتى الطرق.
مؤلف كتاب الصحة النفسية والعلاج النفسي
الدكتور حامد عبد السلام زهران (رحمهُ الله): أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية بجامعة عين شمس بمصر، حصل على دكتوراه في الفلسفة وعلم النفس من جامعة لندن عام 1966، وشغل عدة مناصب حيث كان عميد كلية التربية بجامعة عين شمس، وكان معالجًا نفسيًّا ومرشدًا منذ عام 1966 حتى وفاته عام 2008.
وكان عضوًا في عدد من الهيئات؛ منها: المجالس القومية المتخصصة والمجلس الأعلى للثقافة والجمعية العامة للدفاع الاجتماعي.
من أبرز مؤلفاته: “علم نفس النمو.. الطفولة والمراهقة”، و”التوجيه والإرشاد النفسي”، و”قاموس علم النفس”.