المراحل الأخيرة

بإمكانك فهم المُراد بصورة أكمل وأتم إذا ما جمعت الآيات عن موضوع واحد، ويسمَّى هذا الجمع بالتفسير الموضوعي، والمقصود بعد أن تتضح دلالة السياق وقصد السورة، ننتقل إلى جمع الآيات من السور الأُخرى التي تزيد المعنى في الآية أو السورة المُراد فهمها، وذلك ليُعرف الناسخ والمنسوخ، والعام من الخاص، والمطلق من المُقيد، والمُجمل من المبين.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ومثال ذلك موضوع “صفات الجوارح في يوم القيامة” ونختار العين، فنلاحظ أنها قد وُصِفت في القُرآن بأوصاف عديدة، منها: أن قوة البصر وحدَّته تزداد ﴿لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾، كذلك تشخص العين ويشدُّ نظرها ويتسع انفتاحها حتى تلمع كالبرق من الدهشة والحيرة ﴿فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ﴾، كذلك صفة الذل والخشوع ﴿خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ﴾، فبتتبع الآيات يتضح للإنسان حال البصر يوم القيامة وكيف يكون، فيقترب إليه المعنى ويحصل المزيد من الخشية.

وأخيرًا لا بد لمُريد فهم القُرآن أن يعتني بتدوين أخبار وقصص الأئمة وأحوالهم مع القُرآن، ليرقَّ قلبه، ويزداد لهفة وشوقًا للحياة مع القُرآن وتذوُّق معانيه، ومثال ذلك أن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) مرَّ بدار رجل من المسلمين يصلي بسورة الطور، فتوقف يستمع إلى قراءته حتى وصل إلى قوله تعالى ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ۝ مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ﴾ فقال (رضي الله عنه): قسم ورب الكعبة حق فنزل عن حماره واستند إلى حائط، فمكث مليًّا، ثم رجع إلى منزله، فمكث شهرًا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه (رضي الله عنه)!

يحتار الكثيرون في المنهجيَّة المُناسبة لفهم القُرآن فهمًا دقيقًا تُتذوَّق فيه المعاني البلاغية للقُرآن الكريم، ولا يفهم طبيعة الكُتب المُتعلقة بعلوم القُرآن وتساعد على فهمه، ففي كتابنا يُقدِّم لنا الكاتب عدة مراحل تساعد مُريد فهم القرآن على فهمه، ومعرفة المنهجيَّة المناسبة للإلمام بمعاني القُرآن.

عصام العويد: سعودي الجنسية وُلد عام 1971 ميلاديًّا في محافظة القصيم، نشأ في صغره على طلب العلم والأخذ عن الشيوخ الكِبار، حصل على الماجستير في الحديث وعلومه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد شغل عدة مناصب دعوية مختلفة، فعمل عضو هيئة تدريس بجامعة الإمام في الرياض، ومستشارًا شرعيًّا في موقع “أون لاين”، وعددًا من المناصب الأُخرى، وله عدد من الإصدارات المسموعة والمؤلفات المكتوبة، منها: “تحريك الجنان لتدبُّر وتوقير أم القرآن”، و”أسوار العفاف”.