أيام الثورة
أيام الثورة
في يوم 26 يناير واصل المتظاهرون احتجاجهم، وتصاعدت الأحداث خصوصًا في السويس، وفي 27 يناير عقدت هيئة مكتب الحزب الوطني اجتماعها الأخير، وفي بداية الاجتماع اقترح الدكتور مفيد شهاب أن يجري اتخاذ إجراءات من شأنها تهدئة الأوضاع في الشارع المصري وإقناع المتظاهرين بالانسحاب، ومما اقترحه إقالة الحكومة، أو استقالتها وحل مجلس الشعب المزوَّر، فثار أحمد عز في وجهه قائلًا: “أنت رجل جبان، أنت عجِّزت وخرَّفت”، فقال له الدكتور مفيد شهاب: “بل أنت من خرَّب البلد وأنت المسؤول عن تزوير الانتخابات وضياع مصر”، وكاد يصل الأمر حد الاشتباك بالأيدي لولا تدخُّل جمال مبارك وتهدئة الأوضاع.
بعد أن انهار جهاز الشرطة نزل الجيش إلى الشوارع، وكانت تعليمات المشير طنطاوي تقضي بعدم الرد على أية استفزازات، وأصدر الرئيس مبارك بصفته الحاكم العسكري قرارًا بحظر التجوال، لكن القرار لم يُطبَّق بالشكل الحاسم، وبدأت عمليات حرق أقسام ومراكز الشرطة وتم الإفراج عن عدد كبير من المحبوسين، فقرَّر مبارك في خطاب له في منتصف يوم 28 يناير إقالة الحكومة، وعيَّن الفرق أحمد شفيق رئيسًا للوزراء، وقام بتعيين اللواء عمر سليمان نائبًا لرئيس الجمهورية، بعد أن رفض المشير طنطاوي أن يتولَّى منصب نائب الرئيس، وفضَّل أن يظل في موقعه وزيرًا للدفاع، وتجاهل في خطابه مطالب المتظاهرين.
في اليوم التالي أراد مبارك نقل اختصاصات رئيس الجمهورية إلى عمر سليمان، إلا أن تدخل سوزان وجمال مبارك حالت دون ذلك، فقرَّر مبارك تأجيل القرار، وذكر اللواء عمر سليمان أنه تعرَّض لمحاولة اغتيال عندما كان ذاهبًا إلى مكتب المخابرات ليقوم بجمع الأوراق للذهاب إلى مكتبه في رئاسة الجمهورية كنائب للرئيس، إلا إن محاولة الاغتيال فشلت، كما ذكر أنه لم يكن أحد يعلم بالسيارة التي سوف يركبها إلا أمن الرئاسة!
في يوم 7 فبراير قرَّر مبارك نقل اختصاصاته إلى نائب الرئيس عمر سليمان، وسافر إلى شرم الشيخ، وفي يوم 11 فبراير تواصل عمر سليمان مع الرئيس مبارك، وقال له: الناس رافضة التفويض يا ريِّس، فقرَّر مبارك تنحِّيه عن السلطة، وطلب من عمر سليمان كتابة الصيغة وعرضها عليه، فكانت كالتالي: “أيها المواطنون، في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، قرَّر الرئيس محمد حسني مبارك تنحِّيه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلَّف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدراة شؤون البلاد والله الموفق والمستعان”، وتم عرض الصيغة على مبارك، فوافق عليها، ولكن طلب استبدال لفظ (تنحيه) بلفظ (تخليه)، وتم عرض الخطاب يوم 11 فبراير الساعة 6 مساءً.
الفكرة من كتاب الصندوق الأسود.. عمر سليمان
يكشف الكتاب عن مجموعة من الأحداث والمؤامرات التي جرت خلال العقدين الأخيرين، والأوضاع المتردِّية التي أدَّت إلى قيام ثورة يناير، ويبيِّن دور اللواء عمر سليمان بوصفه رئيسًا للمخابرات العامة المصرية، ثم بوصفه نائبًًا لرئيس الجمهورية إبَّان ثورة يناير، وسبب وفاته الغامض، وذلك من خلال لقاء أسرة اللواء عمر سليمان والأطباء المشرفين على صحَّته.
مؤلف كتاب الصندوق الأسود.. عمر سليمان
محمد مصطفى بكري: هو كاتب صحفي، وسياسي، وإعلامي، وعضو حالي بمجلس النواب دورة 2016، كما أنه يشغل منصب رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الأسبوع، ويقدم حاليًّا برنامج “حقائق وأسرار” على قناة صدى البلد، وله عدَّة مؤلفات منها:
الإرهاب الصهيوني.
معركة 1956.
كلمات في الزمن الصعب.
فضفضة.
العراق: المؤامرة – الخيانة – الاحتلال.
لحظات فاصلة.. غزة – أريحا.
الأوراق السرية.
مخاطر السوق الشرق أوسطية.
الفوضى الخلاقة أم الفوضى المدمرة.