احتقان شعبي ودعوات للمظاهرات
احتقان شعبي ودعوات للمظاهرات
بعد أحداث المحلة في 6 أبريل عام 2008 بدأت جماعة الإخوان المسلمين تعدُّ العدَّة للمرحلة القادمة بعد أن أدركت حجم الاحتقان الشعبي ضد نظام مبارك، وكان النظام يعقد الصفقات مع الجماعة بتركها تفعل ما تريد في البلاد طولًا وعرضًا شريطة ألا تتعرَّض لكرسي الحكم، وبالتالي تغلغلت الجماعة في النقابات وكل الأوساط، ورفعت المخابرات العامة تقارير للرئاسة تكشف خطورة تلقِّي عدد من النشطاء دورات تدريبية في أوكرانيا وصربيا وغيرها من البلدان الأوروبية بهدف إسقاط نظام مبارك من خلال ثورة شعبية شبيهة بالثورات البرتقالية، إلا أن مبارك تجاهل تقارير المخابرات، وذلك خوفًا من أخذ موقف يسبب تصعيدًا دوليًّا ضد نظامه.
في عام 2009 عندما تولَّى باراك أوباما رئاسة أمريكا، تمَّ خداع مبارك عندما جاء أوباما إلى مصر وألقى خطابه في جامعة القاهرة متحدثًا عن المصالحة مع العالم العربي والإسلامي، وعدم التدخُّل في الشؤون الداخلية للدول، إلا أن أيًّا مما قاله أوباما في جامعة القاهرة لم يتحقَّق، بل حدث العكس، إذ تمَّ ضخ ملايين الدولارات إلى منظَّمات المجتمع المدني الموالية لواشنطن خصمًا من قيمة المعونة الأمريكية المقدَّمة إلى مصر، ورغم الاحتجاجات المصرية، فإن واشنطن ظلَّت على موقفها.
بدأت جماعة الإخوان تأخذ خطوات جادة فيما يتعلَّق بالإعداد الداخلي أو التواصل مع قوى الخارج، وبخاصةٍ الأمريكان وحركة حماس، وكانت الأمور تمضي سريعًا، فالنظام يتهاوى بفعل الرفض الشعبي العام لممارساته، وقوى تستعدُّ للقفز على السلطة، وكانت البلاد في عام 2010 على فوهة بركان، وكان عمر سليمان على علم بتفاصيل المخطَّط وأبلغ به الرئيس مبارك أكثر من مرَّة، إلا إن مبارك كان يظن أن الإخوان سيظلُّون على نهجهم المعلن بعدم معاداة السلطة أو رأس الدولة، لكن عمر سليمان كان يعرف أن الإخوان يعملون بوجهين: وجه معلن وآخر خفي، وجه يفاوض وآخر يتآمر.
كانت عمليات الحشد الجماهيري ليوم 25 يناير 2011 على قدم وساق، وكان عمر سليمان يفكِّر في الأوضاع التي باتت تتدهور سريعًا في مصر، والرئيس لا يُعطي الأمر اهتمامًا، وبدأت الأحداث بتفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية، وتزايدت الأوضاع بقيام عدد من المواطنين بحرق أنفسهم أمام مجلس الشعب، وكانت الأجواء في البلاد تزداد احتقانًا يومًا بعد يوم، وكان كلما اقترب موعد الدعوة للمظاهرات يوم 25 يناير، يزداد قلق عمر سليمان وبخاصةٍ بعد أن فشل في إقناع الرئيس بإجراء التغييرات التي من شأنها أن تحدَّ من خطورة ما هو قادم.
الفكرة من كتاب الصندوق الأسود.. عمر سليمان
يكشف الكتاب عن مجموعة من الأحداث والمؤامرات التي جرت خلال العقدين الأخيرين، والأوضاع المتردِّية التي أدَّت إلى قيام ثورة يناير، ويبيِّن دور اللواء عمر سليمان بوصفه رئيسًا للمخابرات العامة المصرية، ثم بوصفه نائبًًا لرئيس الجمهورية إبَّان ثورة يناير، وسبب وفاته الغامض، وذلك من خلال لقاء أسرة اللواء عمر سليمان والأطباء المشرفين على صحَّته.
مؤلف كتاب الصندوق الأسود.. عمر سليمان
محمد مصطفى بكري: هو كاتب صحفي، وسياسي، وإعلامي، وعضو حالي بمجلس النواب دورة 2016، كما أنه يشغل منصب رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الأسبوع، ويقدم حاليًّا برنامج “حقائق وأسرار” على قناة صدى البلد، وله عدَّة مؤلفات منها:
الإرهاب الصهيوني.
معركة 1956.
كلمات في الزمن الصعب.
فضفضة.
العراق: المؤامرة – الخيانة – الاحتلال.
لحظات فاصلة.. غزة – أريحا.
الأوراق السرية.
مخاطر السوق الشرق أوسطية.
الفوضى الخلاقة أم الفوضى المدمرة.