أساطير تحكي عن الحب
أساطير تحكي عن الحب
ومنها النهاية السعيدة؛ فقد كان للملك إيفينوس ابنة اسمها ماربيسا، وقرَّر أن تبقى معه طوال حياته ورفض زواجها، كانت ماربيسا جميلة ولها الكثير من المعجبين المنافسين، وتبقى في المنافسة رجلان: الإله أبولو وشاب يسمى إيداس نبيل وشجاع، كانت ماربيسا تحب إيداس وطلب يدها من والدها ولكنه رفض وهدَّده بالقتل، بعد شعوره باليأس ساعده إله البحر نبتيون بتقديم عربة تجرُّها خيول بأجنحة، انتظر إيداس ماربيسا عند بئر تأخذ منه الماء، فركبت العربة وهربت معه، وانطلقت في سرعة عجيبة، ولكن أبولو لم يعجبه ما حدث، فخرج أمام العربة وأمره بأن يترك ماربيسا له، ساعد نبتيون إيداس مرة أخرى وطلب من الإله جوبيتر الحكم بالعدل بينهما، سُمع صوت الرعد، فانحنى أبولو وخاف لأنه عرف علامة جوبيتر، وسمع صوته يأمره بأن يترك للفتاة حرية الاختيار، فقام كل من أبولو وإيداس بعرضهما، وعد أبولو ماربيسا بالسعادة والعلم بالماضي والحاضر والمستقبل، وإعطاء البركة واللعنة للبشر، أما إيداس فوعدها بالحب وطلب منها الشفقة عليه لأن جمالها نوَّر الدنيا له، أثناء ذلك مدَّت ماربيسا يدها إليه واختارته، احترم أبولو قرارها، وعاد حزينًا إلى مساكن الآلهة، وذهب إيداس وماربيسا تغمرهما السعادة.
ومنها النهاية الحزينة، فقد وقعت ديانا إلهة القمر في حب راعٍ شاب اسمه إنديميون، يتصف بالنبل والجمال، حتى ظنه البعض ابن الإله جوبيتر، وفي ليلة بعد رعي أغنامه، نام تحت شجرة البلوط نومًا عميقًا، وبينما كانت ديانا تنير الجبل، نظرت إلى الأرض فرأت إنديميون، ووقعت في حبه، لم تستطع إيقاظه وإخباره بحبها، وارتبكت لأنها كانت تعتبر حبَّ بشريٍّ ضعفًا، جلست إلى جانبه في هدوء وقبَّلته، وأضافت إلى نومه الأحلام السعيدة التي كان يراها فيها فيشعر بالسعادة، وكرَّرت ذلك كل ليلة، لاحظ الآلهة غياب ديانا عن السماء وعرفوا سرها، وخاف جوبيتر من أن تنشغل بالراعي وتترك إضاءة السماء بالليل، فاستدعى الشاب وخيَّره بين الموت بالطريقة التي يتمنَّاها أو النوم إلى الأبد، فاختار المصير الثاني، وما زال نائما في كهف بجبل تنظر إليه ديانا وهي تعبر السماء.
الفكرة من كتاب الأساطير اليونانية والرومانية
لاحظ القدماء ما حولهم من ظواهر طبيعية وإنسانية، واعتبروها ألغازًا حاولوا حلها ونسجوا حولها القصص والخرافات وتناقلوها من جيل إلى جيل، منها ما تعلَّق ببداية الوجود ومنها ما تعلَّق بمظاهر الفلك وبالحيوانات والنباتات، ومنها ما تعلَّق بالحب والأخلاق.
مؤلف كتاب الأساطير اليونانية والرومانية
أمين سلامة: مترجم وكاتب مصري، ولد في السودان لأسرة مُحبَّة للعلم، حصل على ليسانس الآداب في تخصُّص الدراسات القديمة من جامعة القاهرة، وعلى درجة الماجستير في الآداب اليونانية واللاتينية، شغل العديد من الأعمال ومنها أمينًا لغرفة النقود بالمكتبة العامة بجامعة القاهرة، وأمينًا بقسم الجغرافيا بنفس الجامعة، وانتدب فيها لتدريس اللغة اللاتينية، كما عمل بالتدريس في جامعات أمريكا وكندا، وفي الجامعة الأمريكية في مصر.
اهتم بدراسة التاريخ اليوناني والروماني اهتمامًا شديدًا، وداوم على السفر إلى اليونان سنويًّا لزيارة المكتبات والاطلاع على المخطوطات النادرة، برع في الترجمة، وترك للمكتبة العربية كثيرًا من أعماله والأعمال المترجمة التي كان ينقلها من لغتها الأصلية، إذ يزيد عددها على مئة وخمسين كتابًا.
من مؤلفاته: “حياتي في رحلاتي”، و”المرأة في مرآتي”، و”شباب إلى الأبد”.
من أعماله المترجمة: “الإلياذة”، و”الأوديسة”، و”فن الحب” لأوفيد.