توحيد أهل الأسرار
توحيد أهل الأسرار
إن الله يتقرب إلينا بذاته من خلال أسمائنا وصفاتنا نحن لا بأوصافه هو، وذلك من لطف الله بنا لأنه إذا تقرب إلينا بما لا نعلم سيشقّ علينا فإنه﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾، فحينما يصف الله نفسه أنه كريم وعليم فذلك الوصف للإفادة والتقريب وليس للإحاطة أو لكمال ذاته بذلك الوصف فلا حدّ لصفاته عز وجلّ وكذلك بعض الأوصاف مثل الأول والآخر فإنما هذا ليس معناه تغير حاله تعَالى الله عن ذلك.
ويخبرنا المؤلف بأن علاقة صفات الله بصفات البشر كما تنظر للمرآة فأنت ترى صفاتك موجودة لكن لا علاقة بينهما من حيث الحلول أو الاتحاد أو الانتقال، كذلك يتجلى الله في المظاهر المختلفة دون أن يحل فيها أو يتحد بها أو ينتقل إليها، فنحن نوحّد الله توحيدًا إسلاميًّا لا وثنية فيه ولا زيغ ولا انحراف، فالله واحد أحد متنزه عن الصاحبة والولد لا يقبل التعدد لأنه تام كامل في نفسه.
ويذكر أن للتوحيد درجات أدناها التوحيد اللفظي (لا إله إلا الله)، ثم التوحيد البرهاني القائم على الدليل ثم بالتفكر والتأمل، ثم أعلى الدرجات أن يبدو التوحيد في حياتك وعملك وسلوكك حينما تلتزم بأوامر الله وتجتنب نواهيه ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾؛ فتصبح حياتك كلها لله نفسًا ووجودًا وروحًا وعقلًا أي تصبح في حالة حضور كاملة مع الله لا تغفل عنه لحظة.
الفكرة من كتاب الوجود والعدم
يتحدث الكاتب في هذا الكتاب عن علاقة الله عز وجل بالبشر وسائر الموجودات وكيف أوجد البشر من العدم، كما يوضح كيفية فهمنا واستيعابنا لأسماء الله وصفاته، مشيرًا إلى مسألة التسيير والتخيير وإرادة الإنسان بشكل فلسفي عميق، ثم يتحدث عن آداب التقرب والسير إلى الله، ويذكر الكثير من مبادئ الصوفية وأقوالهم وآرائهم في هذا الشأن.
مؤلف كتاب الوجود والعدم
مصطفى محمود، فيلسوف وطبيب وكاتب مصري. وُلِد في الـ27 من ديسمبر 1921.
تميز أسلوبه في الكتابة بالجاذبية مع العمق والبساطة، وألَّف 89 كتابًا منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية، منها: أناشيد الإثم والبراءة، وسقوط اليسار، والقرآن كائن حي.
توفي في الـ31 من أكتوبر عام 2009، عن عمر ناهز الـ 87 عامًا.