صورة الجسد المثالية
صورة الجسد المثالية
يتردَّد دائمًا في وسائل الإعلام وصالات الجيمنازيوم مصطلح الجسد المثالي، وهو الجسد الذي يتطلَّع إليه غالب الفتيات، إذ صار الجسد المثالي يراود الفتيات في الأحلام واليقظة، وقد كشفت العديد من الدراسات تأثير الصورة المشوَّهة التي ترسلها وسائل الإعلام على مفهوم الأنوثة وأثره في المجتمع ككل، إذ تبيَّن أن التعرُّض لنموذج الجسد ذي القوام الرياضي والصورة المثالية عن الجسد قد أدَّى إلى ارتفاع مستوى عدم الرضا عن صورة الجسد عند النساء اللائي تعرَّضن لهذه الصور المثالية، وفي العالم العربي فإن الإعلام يضع المرأة العربية في قالب جنسي وصورة مُعلَّبة اقتداءً بالنموذج الغربي لمفهوم “الموديل”، باعتبار نموذج المرأة الحديثة هو نموذج المرأة (الجنسية/المستهلكة)، وذلك تشجيعًا على زيادة الاستهلاك، وبناءً على ذلك فإن المرأة العربية أصبحت تتبنَّى الصورة السلبية وأخذت تقوم بالترويج لمظهرها الأنثوي من حيث الشكل فقط.
وفي دراسة قام بها الباحث “شارلين ناجي” بعقد مقابلات مع مدربة اللياقة البدنية “آنيت” التي تعمل في مجال اللياقة البدنية لأكثر من 20 عامًا، والتي تتمتَّع بجسدٍ مثالي، وتسعى النساء المتدرِّبات عندها للوصول إلى نفس هيئة جسدها، فعندما سألها عمَّا تطلبه النساء، فأجابت “يطلبن جسدي!”، ومن ثمَّ فالبعض يريد إنقاص الوزن، والبعض يريد زيادة الوزن، وعندما سألها عن إمكانية أن يحقِّقن تلك الصورة المثالية عن الجسد، فأجابت “آنيت”: بالنفي! وتلك هي الخدعة الدفينة فيما يُسمَّى بالنموذج المثالي للجسد!
كما أشارت الدراسات أن هناك علاقة مباشرة بين عدم الرضا عن الجسد وبين نوعين من اضطرابات الأكل، الأول “البوليميا”: الإفراط في الأكل، إذ يفقد الشخص التحكُّم في نفسه فيلتهم كميات كبيرة من الطعام يتبعها بسلوكيات غير ملائمة مثل تعمُّد القيء أو تعاطي مليِّنات أو مدرَّات البول أو أداء تمارين مجهدة للتخلُّص من الطعام المستهلك، الثاني “الأنوركسيا”: وهو الخوف من الأكل وفقد الشهية العصبي نتيجة الخوف الشديد من البدانة، وهذا الاضطراب في الأكل نتيجة الحاجة للوصول إلى الجسد المثالي الذي يلعب فيه الإعلام دورًا كبيرًا كونه يضفي أهمية بالغة على صورة الجسد من خلال التلفاز والإعلانات التجارية البعيدة كل البعد عن الواقع!
الفكرة من كتاب الصورة المثالية للجسد.. بين المشاهير والواقع
تبيِّن الكاتبة في هذا الكتاب تأثير صورة الجسد المثالية، التي يروِّج لها الإعلام التقليدي كالتلفزيون والإعلام الحديث كمواقع التواصل الاجتماعي، على المراهقين وخصوصًا الإناث، وكيف أن هذه الصورة المثالية للجسد أصبحت سببًا في شيوع اضطرابات الأكل، واتباع أنظمة غذائية قاسية، إلى جانب عدم الرضا وكره الجسد.
مؤلف كتاب الصورة المثالية للجسد.. بين المشاهير والواقع
آية يحيى محمد: حاصلة على بكالوريوس الإذاعة والتلفزيون من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وحصلت على درجة الماجستير في الإعلام قسم الإذاعة والتلفزيون من كلية الإعلام جامعة القاهرة، تشغل منصب مدرس مساعد بالمعهد الدولي العالي للإعلام بأكاديمية الشروق.