الحل خارج الصندوق
الحل خارج الصندوق
إن طريقة نظرتنا إلى المشكلة قد تكون أحيانا هي المشكلة ذاتها،وما أبلغ مقولة أينشتاين عندما قال: “لا يمكن حل المشكلات التي تواجهنا بنفس مستوى تفكيرنا الذي أفرز تلك المشكلات” دعني أوضح لك الأمر أكثر، إن أكثر الخلافات الزوجية مردها إلى أن كثيرًا من الأزواج والزوجات دائمًا ينظرون إلى المشكلات بمستوى التفكير نفسه الذي أفرز هذه المشكلات، ولو نظروا خارج الصندوق لظهر لهم الجزء المفقود من الصورة، هذا ما حثنا عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) حينما قال: «لا يفرك مؤمنة مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر» فهذا توجيه للأزواج أن يغضوا الطرف عن بعض نقائص النساء، وأن ينظروا خارج المشكلة، أو بمعنى أصح، إلى مزاياهن الأخرى فالحياة لا تستقيم إلا بالتغافل، وبالنظر إلى بعض المشكلات من الخارج.
وتأمل كيف عالج النبي (صلى الله عليه وسلم) مشكلة ذلك الشاب الذي أتاه يستأذنه في الزنا، وكيف تلقى الصحابة (رضوان الله عليهم أجمعين) هذه المشكلة، لقد كان تفكيرهم من (الخارج إلى الداخل) من الرغبة الأساسية في صبغ المجتمع ولو ظاهريًّا بالفضيلة والطهارة، ولعلك أيضًا فكرت بالمنهج نفسه أو كونت داخلك صورة عربيد لذلك الفتى أو لغيره، ممن قد تعظه، ولكن مواعظك تنضح برفضك له.
ولكن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يفكر من الداخل.. من المبادئ، لقد علم (صلى الله عليه وسلم) أن التلميع الخارجي والتنميق ليس هو الهدف، وأن التغيير حتى يستقر ويستمر لا بد أن يبدأ من الداخل، لقد دعا النبي (صلى الله عليه وسلم) الفتى أن ينتصر داخل نفسه حتى يستطيع أن يواجه مشكلته، لم يعطه مسكنًا، وإنما أعطاه أسلوب شفاء حين سأله: «أترضاه لأمك؟»، «أترضاه لابنتك؟»، والشاب ينفي حتى قال -بأبي هو وأمي-: ولا الناس يرضونه! ثم دعا للشاب فلم يكن يلتفت بعد ذلك إلى شيء كما في الحديث، واكتسب الفتى واكتسبنا من هذا الأسلوب الكثير من ضوابط منهح التفكير (من الداخل إلى الخارج).
الفكرة من كتاب متعة النجاح
إذا كان النجاح هو قاعدة السعادة، فلماذا يشتكي كثير من الناجحين أنهم ليسوا سعداء بالقدر الكافي؟! ولماذا نرى كثيرًا من المشاهير والناجحين ينهون حياتهم بالانتحار؟!
في هذا الكتاب سنعرف العلاقة بين السعادة والنجاح، وهل السعادة تنبع من الارتباط بالقيم والمبادئ، أم أننا نستطيع أن نكون سعداء ونستمتع بالنجاح بغض النظر عن الوسيلة التي حصلنا بها على هذا النجاح؟
مؤلف كتاب متعة النجاح
أكرم رضا: خبير أسري وتربوي، وباحث مفكر، ولد في محافظة القاهرة عام 1959م، ويعدُّ من أفضل استشاريي التنمية البشرية وتطوير الذات في الوطن العربي، حصل على الماجستير والدكتوراه في الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، كما حصل على دبلوم الإدارة التنفيذية “EMD” في الجامعة الأمريكية في القاهرة، له العديد من المؤلفات المختلفة التي تناولت موضوعات كثيرة مثل: “كيف تجاهدين نفسك وشيطانك؟”، و”كيف تحل مشكلاتك وتتخذ القرار الفعال؟”، و”الحلال الطيب حتى يستجاب الدعاء”، و”كيف تكونين مثقفة فكرًا وعملًا وسلوكًا؟”.