النموذج الإدراكي وقاعدة الانطلاق
النموذج الإدراكي وقاعدة الانطلاق
إن الناس يختلفون في إدراكهم للعالم، فكل يرى العالم بطريقته الخاصة، ويرسم له حدودًا تختلف عن الحدود التي يرسمها غيره، فتعالوا نرى شيئًا واحدًا يراه شخصان بشكل مختلف، جاء في الحديث الشريف: «إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل، يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال له هكذا فطار»!
فالمؤمن يرى الذنب كالجبل الذي سيقع عليه، ويراه الكافر كذبابة يهشها بيديه، فما العامل الذي عظم الذنب في عين أحدهما وهونه في عين الآخر؟ إنه الاعتقاد الراسخ (الإيمان والكفر) فالإيمان هو الذي جعل المؤمن يستعظم ذنبه، وكم من أشياء عظيمة تكون في عين رجل حقيرة، وأخرى صغيرة تعظم في عين آخر، فما العامل المؤثر؟ إنه شيء في الداخل، إنه العظمة أو الصغر النفسي.
وهناك ثلاثة عوامل تحد من إدراكنا للعالم وتقيده وهي: الحواس، واللغة، والمعتقدات والقيم، إنها الصفائح المعدنية التي تحجب عنا الكثير من العالم حولنا، فلا نستطيع أن نحكم إلا على ما نرى أو نسمع أو نعرف فقط.
وتشكل هذه الصفائح افتراضاتنا عن العالم من حولنا، ومن هذه الافتراضات ينمو السلوك نحو العالم وتتشكل اتجاهاتنا.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل ما تتركه هذه الصفائح لي من إدراكات هو نفس ما تتركه لك أو لغيرك؟ إذا كانت الإجابة نعم فإن نموذجنا واحد، وكلنا نحكم على الأشياء بنفس الحكم، أما وإن ذلك لا يحدث في الواقع فإن الإجابة هي: لا.
يقول الدكتور التكريتي: (لكل إنسان طريقته الخاصة في التفكير، وإذا ما استطعت أن تعرف كيف يفكر هذا الشخص فإنك تستطيع أن تتعامل معه بسهولة).
وإذا ما استطاع كل منا تغيير النموذج الإدراكي وتوسيعه إلى الأفضل فإنه سوف يستمتع بالعلاقات والنجاح والحياة، ومعنى تغيير النموذج الإدراكي يمكن أن نفهمه من قول الله (سبحانه وتعالى): ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
الفكرة من كتاب متعة النجاح
إذا كان النجاح هو قاعدة السعادة، فلماذا يشتكي كثير من الناجحين أنهم ليسوا سعداء بالقدر الكافي؟! ولماذا نرى كثيرًا من المشاهير والناجحين ينهون حياتهم بالانتحار؟!
في هذا الكتاب سنعرف العلاقة بين السعادة والنجاح، وهل السعادة تنبع من الارتباط بالقيم والمبادئ، أم أننا نستطيع أن نكون سعداء ونستمتع بالنجاح بغض النظر عن الوسيلة التي حصلنا بها على هذا النجاح؟
مؤلف كتاب متعة النجاح
أكرم رضا: خبير أسري وتربوي، وباحث مفكر، ولد في محافظة القاهرة عام 1959م، ويعدُّ من أفضل استشاريي التنمية البشرية وتطوير الذات في الوطن العربي، حصل على الماجستير والدكتوراه في الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، كما حصل على دبلوم الإدارة التنفيذية “EMD” في الجامعة الأمريكية في القاهرة، له العديد من المؤلفات المختلفة التي تناولت موضوعات كثيرة مثل: “كيف تجاهدين نفسك وشيطانك؟”، و”كيف تحل مشكلاتك وتتخذ القرار الفعال؟”، و”الحلال الطيب حتى يستجاب الدعاء”، و”كيف تكونين مثقفة فكرًا وعملًا وسلوكًا؟”.