مُسبّب الأسباب
مُسبّب الأسباب
إنَّ الله خالق الأسباب هو الذي يملكها ويسخرها لتنفيذ مشيئته ﴿وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا﴾، فالأسباب لا تنفع ولا تضر بذاتها وإنما مظهر لإرادته، فالله قادر على النفع والضرّ بها وبدونها ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس ناصحًا: “وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ”، فإذا تحدثنا عن صنع الإنسان للطائرات والسيارات وسائر الأشياء فإنما ظاهر هذه الأشياء أن الإنسان صنعها، لكن في واقع الأمر أن الله وراء كل هذا وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، ومشيئة الله وهديه ليست أمورًا عشوائية بدون غاية، بل هناك حكمة أحيانًا يخبرنا بها الله وأحيانًا يحتفظ بها كسرٍّ إلهي، ولا يمنّ الله على الإنسان المسلم بذلك الفضل إلا بعد إعداد المحل كما يقول المتصوفة فيجب أن تعدّ روحك وتوجّه قلبك في اتجاه الله لتكون أهلًا لتلقّي النفحة فإنك إن تحدثت مع المجرم المحترف عن الشرف والأمانة، فلن يسمعك وإذا سمعك فلن يفهمك لأن قلبه غير معدّ لاستقبال النُصح.
الفكرة من كتاب الوجود والعدم
يتحدث الكاتب في هذا الكتاب عن علاقة الله عز وجل بالبشر وسائر الموجودات وكيف أوجد البشر من العدم، كما يوضح كيفية فهمنا واستيعابنا لأسماء الله وصفاته، مشيرًا إلى مسألة التسيير والتخيير وإرادة الإنسان بشكل فلسفي عميق، ثم يتحدث عن آداب التقرب والسير إلى الله، ويذكر الكثير من مبادئ الصوفية وأقوالهم وآرائهم في هذا الشأن.
مؤلف كتاب الوجود والعدم
مصطفى محمود، فيلسوف وطبيب وكاتب مصري. وُلِد في الـ27 من ديسمبر 1921.
تميز أسلوبه في الكتابة بالجاذبية مع العمق والبساطة، وألَّف 89 كتابًا منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية، منها: أناشيد الإثم والبراءة، وسقوط اليسار، والقرآن كائن حي.
توفي في الـ31 من أكتوبر عام 2009، عن عمر ناهز الـ 87 عامًا.