النجوم
تظهر في السماء بعد غروب الشمس، الكبيرة قبل اشتداد الظلام والصغيرة بعد اشتداده وتسير من الشرق إلى الغرب، وكل نجم من النجوم هو شمس كبيرة مثل شمسنا أو أكبر منها، وعرف العلماء أبعادها بدقة، وحسبوها بالمسافة التي يقطعها النور في سنة من الزمان، وعرفوا مقدار إشراقها ونسبته إلى إشراق الشمس، وأقرب النجوم يصل نوره في أربع سنوات ضوئية ونصف سنة ضوئية، ورصد العلماء النجوم التي رأوها وقسموها إلى أقدار حسب حجمها وإشراقها، ويقدَّر عددها من القدر الواحد إلى العشرين (٢٢٤) مليون نجم، ويُعتقد أن النجوم لها حد تنتهي عنده لأنها تزداد في العدد حتى القدر العاشر ثم تقلُّ في العدد والإشراق، والنجوم التي يراها الإنسان بالعين المجردة هي النجوم التي من القدر الأول إلى القدر السادس وهو لا يرى حجمها، بل يرى إشراقها.
النجوم موزَّعة في الفضاء على أبعاد شديدة الاتساع، ويُعتقد أن لكل نجم كواكب تدور حوله كما تدور الكواكب والأرض حول الشمس، والنجوم مرتبطة بعضها ببعض، وللنجوم ألوان، فبعضها شديد البياض وبعضها أحمر اللون وبعضها أخضر أو أزرق، وأكثرها من اللون الأبيض، أما النجوم الخضراء والزرقاء قليلة العدد، وغالبًا ما تكون من النجوم المزدوجة التي تنقسم إلى قسمين؛ قسم ترتبط فيه النجوم بعضها ببعض بفعل الجاذبية فيدور أحدها حول الآخر أو يدور كلاهما حول مركز واحد، وقد يكون كل نجم منهما يتكوَّن من نجمين أو أكثر، والقسم الثاني نجوم ليس بينها ارتباط ولكن تتم رؤيتها في السماء في نفس الخط الذي يقع فيه الآخر فيظهران كنجم واحد.
الفكرة من كتاب بسائط علم الفلك وصور السماء
علم الفلك هو أول علم بحث الإنسان في قواعده وأدق علم وصل إليه الإنسان، وقد يستثقل الفرد البحث والقراءة فيه ويصعب عليه فهمه، وقد بسط العالم يعقوب صروف هذا العلم ليفهمه العامة، وبأسلوب بديع يعرض الكاتب ما توصَّل إليه العلماء في علم الفلك، ومظاهر الكون المختلفة، بعد قراءة هذه البسائط لن تمرَّ عليك مظاهر الكون مرار الكرام، وسوف تستشعر بداخلك عظمة وإبداع الخالق.
مؤلف كتاب بسائط علم الفلك وصور السماء
يعقوب صروف: عالم وأديب وصحفي لبناني، من أبرز رجال النهضة العلمية الحديثة، ولد في لبنان عام (١٨٥٢) وانتقل إلى مصر عام (١٨٨٥)، وهو حاصل على درجة البكالوريوس في العلوم وعلى درجة الدكتوراه في الفلسفة، قام بتدريس العلوم والرياضيات والفلسفة لمدة أحد عشر عامًا في الكلية السورية في بيروت، وتولى رئاسة جمعية شمس البر في بيروت ورئاسة المجمع العلمي الشرقي، وأسهم في نقل العلوم والمعارف إلى اللغة العربية، أصدر مجلة “المقتطف” بالتعاون مع الدكتور فارس نمر التي تنوَّعت موضوعاتها بين الأدب واللغة والعلوم الحديثة وكانت تنشر مقالات لنخبة من الكتاب، وقد قام بنشر العديد من المقالات العلمية، وأبدع في كتابة مقالات المجلة مثل “نوابغ العرب والإنجليز”، وكانت أبرز ما تركه في الأدب والعلم، وأشرف عليها حتى وفاته.
من مؤلفاته كتاب “أمير لبنان”، و”فكتوريا ملكة الإنجليز وإمبراطورة الهند”، وقام بترجمة العديد من الكتب، ومنها: “سر النجاح”، و”الحرب المقدَّسة”.