علاقة الماسونية بالداروينية
علاقة الماسونية بالداروينية
تُعدُّ نظرية التطور العملية التقويضية الأيديولوجية الكبرى التي وجِّهت نحو الإيمان بالله الخالق، وقد وقف المجتمع الماسوني وراء نظرية التطور واستخدموا شخصية تشارلز داروين، ومنحوه لقب “أول بيولوجي لكل العصور والشعوب” بهدف تأكيد وتثبيث النظرية، فبداية أفكار التطور كانت قبل تشارلز بكثير، إذ كانت موجودة في تعاليم الفلاسفة الماديين في اليونان القديمة، وبالتحديد عند هيراقليطس، ثم جاء العالم الطبيعي “لا مارك” ووضع نظرية متكاملة حول تطوُّر الأنواع دون أن ينفي الخَلق، وقد استفاد تشارلز داروين منها وتركت تأثيرًا فيه، إلا إن التأثير الأكبر كان من جدِّه “إرازيم داروين” وهو فيلسوف طبيعي كان معاديًا للمسيحية بشكل مكشوف وذهب إلى أن جميع الكائنات الحية وُلِدت عن طريق الصدفة وتطوَّرت نتيجة الصراع على البقاء والانتخاب الطبيعي، واستبدل “إرازيم” في كتابه “معبد الطبيعة” الخالق بالسبب الأول العظيم، وأرجع جميع الأحياء إلى الأجسام الدقيقة، ووضع الخوف من الجحيم في قائمة الأمراض!
وُلد “تشارلز داروين” بعد وفاة جدِّه بسبع سنوات، وقرأ كُتبه، فتشرَّب أفكاره المناهضة للمسيحية، وقد وفَّر المجتمع الملكي للداروينية دعمًا هائلًا، إذ تم طبع نحو 1250 نسخة من كتابه “أصل الأنواع”، ما جعله يحتل المرتبة الثانية من حيث عدد الطبعات بعد الإنجيل، وقد عبَّر عالم البيولوجيا الشهير جيمس واطسون قائلًا: “تؤخذ نظرية داروين ليس بسبب أنه يمكن إثباتها أو ملاحظتها بواسطة معطيات منطقية لا تناقض فيها، إنما بسبب أن البديل الوحيد لها هو (الخلق – الله)”، ومن ثمَّ فإن كثيرًا من العلماء يُبجِّلون نظرية داروين لأنها تستبعد الخالق من مجال آخر من الظواهر المادية وهو البيولوجيا، فأصبحت نظرية التطور أكبر تزوير في تاريخ العلم، وحولت الماسونية التطور إلى “عقيدة دينية” لا يُسمح بأي انتقاد منطقي لها، ولا تقبل المعايير العلمية، لتصبح نظرية تعتمد على الإيمان الميتافيزيقي!
الفكرة من كتاب ديكتاتورية المستنيرين.. روح الإنسانوية العابرة وأهدافها
نشهد اليوم ثورة عالمية في المجال الثقافي تهدف إلى تغيير جوهر الإنسان ذاته، تحت شعار الإنسانية والتنوير والعقلانية، فالأقنعة واللافتات الفكرية التي يُروَّج لها كثيرة، لكن الجوهر واحد، إذ تقوم على أسسٍ دُنيوية صِرفة، ومحاربة الإيمان بالله، ومحاولة إلغاء سلطة الله واضعة مكانها القوَّة العالمية العُليا للإنسان الممثلة في أنتيخريستوس (المسيح الدجال)، وما المادية والإلحاد إلا حلقة وسيطة بين الإيمان بالله وأشكال إيمانية غيبية جديدة، والسحر والشعوذة المتصل بفساد كبير وانحلال أخلاقي، وقد تم تسخير كل شيء من عِلم وتكنولوجيا من أجل تغيير بناء الإنسان الروحي جذريًّا، ورفض الإنسان ذاته والقضاء عليه، برفع راية الإنسانوية العابرة حيث الإنسان الخارق (السوبر مان)، خارق الذكاء، الخالي من الأمراض، دائم الحيوية والشباب، الذي لا يجري عليه الموت أو الفناء!
مؤلف كتاب ديكتاتورية المستنيرين.. روح الإنسانوية العابرة وأهدافها
تشيتفيريكوفا أولغا نيكولايفنا: هي مؤرخة روسية، وباحثة دينية، تخرجت عام 1983 في معهد العلاقات الدولية بموسكو، وتعمل أستاذة مشاركة في قسم التاريخ والسياسة في أوروبا وأمريكا، كما أنها متخصِّصة في التاريخ الاجتماعي والسياسي لأمريكا اللاتينية، ومن مؤلفاتها:
خيانة في الفاتيكان.
عن السر.
الإنسانوية العابرة في التعليم الروسي.. أطفالنا بمثابة سلع.
ثقافة ودين الغرب.
تدمير المستقبل.
ذئاب ضارية.. من يقف وراء الفاتيكان.
معلومات عن المترجم:
الدكتور باسم الزعبي: وهو مترجم أردني، تخرج في جامعة روستوف السوفييتية بدرجة الماجستير عام في الأدب تخصُّص صحافة 1982، كما حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من معهد الفلسفة التابع لأكاديمية العلوم السوفييتية عام 1990، كما حصل على شهادة الماجستير في الإدارة والدراسات الاستراتيجية من كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية عام 2010، ومن مؤلفاته:
قيم الحياة عند أبي حيان التوحيدي.
الصحافة الشيوعية في الأردن وفلسطين.
دم الكاتب.
الموت والزيتون.
تقاسيم المدن المتبعة.
الحصان العربي.