علاقة الماسونية بالغنوصية
علاقة الماسونية بالغنوصية
تُعد الغنوصية جوهر الماسونية، بل دينها الذي تعتقد فيه، فعند تكريس التلميذ ليُصبح مساعد أستاذ، يُسأل: لماذا يُريد أن يحصل على هذه الرتبة؟ فيُجيب: “من أجل معرفة حرف الـG”، الذي يعني (الهندسة Geometry، والجاذبية الأرضية Gravity ، والعبقرية Genius، والغنوصية Gnosis)، إلى جانب أن هذا الحرف هو الحرف الأول من اسم الباني العظيم ورمز النار الإلهية، كما استبعدت الماسونية الله الخالق الحقيقي، وأقامت معبدها الروحي على عبادة الإنسان، بل وبعض فروع الماسونية يعترف أعضاؤها بعبادة لوسيفر “الشيطان” باعتباره هو الإله الذي يستمدون منه أصلهم، ومن الأساليب التي تتخذها الماسونية لاستبدال تعاليم الإله، هو أسلوب “الفوضى الخلَّاقة” الذي يُعبِّر عن وحدة العقيدة الماسونية والسر الأعظم، فالخَلْق الأعظم يحدث في حال الذوبان والتحلُّل (أي الانحلال)، ومن ثمَّ يمكن الوصول إلى العصر الجديد انطلاقًا من فوضى مصطنعة ومنظَّمة!
قديمًا كان الماسوني يعتنق دين البلد الذي يعيش فيه، مهما كان هذا الدين، لكن في هذا العصر الذي أصبح الإنسان فيه حرًّا في اختيار الدين الذي يريد، فأصبحت الماسونية تروِّج لدين واحد مُلزم للجميع، وهو الدين الشامل الموحد للبشر، ومن هنا أضافت الماسونية قانون “حرية الضمير المطلقة” التي تُقوِّض بها الأخلاق الإلهية الحقيقية، إذ يجب أن تكون الأخلاق متوافقة مع مفهوم “حقوق الإنسان”، وأي حرمان للإنسان من حقوقه في هذا العالم يعد اغتصابًا يجب النضال ضده بكل السُّبل المتاحة، وإلى جانب ذلك أصبحت “العقلانية” التنويرية إحدى أذرع الماسونية لمحاربة الإله، إذ تضع “دين التجريبية” العِلم والمعرفة نقيضًا للدين الحقيقي، ما شكَّل غطاءً للغنوصية، معتبرين أن العلم والتكنولوجيا يمكن أن يساعداهم في تحقيق طوباويتهم.
الفكرة من كتاب ديكتاتورية المستنيرين.. روح الإنسانوية العابرة وأهدافها
نشهد اليوم ثورة عالمية في المجال الثقافي تهدف إلى تغيير جوهر الإنسان ذاته، تحت شعار الإنسانية والتنوير والعقلانية، فالأقنعة واللافتات الفكرية التي يُروَّج لها كثيرة، لكن الجوهر واحد، إذ تقوم على أسسٍ دُنيوية صِرفة، ومحاربة الإيمان بالله، ومحاولة إلغاء سلطة الله واضعة مكانها القوَّة العالمية العُليا للإنسان الممثلة في أنتيخريستوس (المسيح الدجال)، وما المادية والإلحاد إلا حلقة وسيطة بين الإيمان بالله وأشكال إيمانية غيبية جديدة، والسحر والشعوذة المتصل بفساد كبير وانحلال أخلاقي، وقد تم تسخير كل شيء من عِلم وتكنولوجيا من أجل تغيير بناء الإنسان الروحي جذريًّا، ورفض الإنسان ذاته والقضاء عليه، برفع راية الإنسانوية العابرة حيث الإنسان الخارق (السوبر مان)، خارق الذكاء، الخالي من الأمراض، دائم الحيوية والشباب، الذي لا يجري عليه الموت أو الفناء!
مؤلف كتاب ديكتاتورية المستنيرين.. روح الإنسانوية العابرة وأهدافها
تشيتفيريكوفا أولغا نيكولايفنا: هي مؤرخة روسية، وباحثة دينية، تخرجت عام 1983 في معهد العلاقات الدولية بموسكو، وتعمل أستاذة مشاركة في قسم التاريخ والسياسة في أوروبا وأمريكا، كما أنها متخصِّصة في التاريخ الاجتماعي والسياسي لأمريكا اللاتينية، ومن مؤلفاتها:
خيانة في الفاتيكان.
عن السر.
الإنسانوية العابرة في التعليم الروسي.. أطفالنا بمثابة سلع.
ثقافة ودين الغرب.
تدمير المستقبل.
ذئاب ضارية.. من يقف وراء الفاتيكان.
معلومات عن المترجم:
الدكتور باسم الزعبي: وهو مترجم أردني، تخرج في جامعة روستوف السوفييتية بدرجة الماجستير عام في الأدب تخصُّص صحافة 1982، كما حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من معهد الفلسفة التابع لأكاديمية العلوم السوفييتية عام 1990، كما حصل على شهادة الماجستير في الإدارة والدراسات الاستراتيجية من كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية عام 2010، ومن مؤلفاته:
قيم الحياة عند أبي حيان التوحيدي.
الصحافة الشيوعية في الأردن وفلسطين.
دم الكاتب.
الموت والزيتون.
تقاسيم المدن المتبعة.
الحصان العربي.