العلم المغشوش يهز الأمة ويخدم الاستعمار
العلم المغشوش يهز الأمة ويخدم الاستعمار
إن الصحوة الإسلامية المعاصرة مهددة من أعداء كثيرين مسلمين وغيرهم، ولكن العجيب والغريب أن أخطر هؤلاء الخصوم نوع من الفكر الديني يلبس ثوب السلفية وتحته يخفي التعصب، فهم سلف ادعاء لا السلفية الصالحة، فنراهم يهاجمون المذاهب الفقهية ويقللون من أقدار الأئمة ورجال الدين؛ بسبب أنهم يتصورون أن الفقه المذهبي يستسقى من نبع آخر غير الكتاب والسنة، فنراهم يشنون الهجوم عليهم وعلى من يخالفهم ويصفونه خارجًا على السنة، وكأن السنة وقف عليهم وحدهم لا غير.
ونراهم يرفضون التقليد المذهبي قائلين: “نعلم الناس الأخذ المباشر من الكتاب والسنة”. ولكن هذا التصور غير صحيح، كما يوضح الكاتب، ففقهاؤنا الكبار يحترمون الكتاب والسنة ولا يحيدون عنهما في أحكامهم، ولا نلام نحن على أن نتبع واحدًا منهم، ولا نبالي بهذا التعصب بل نقول إن الاجتهاد الفقهي مطلوب في كل الأمكنة والأزمنة مع تغير أحوال الناس ومتطلبات العصر وتطوره، كما أن الاجتهاد الفقهي خطؤه وصوابه مأجور.
ويشير الغزالي إلى أن التعصب المذهبي هو ما يؤخرنا، وهذا بعينه هو التدين المغشوش، وقد رأينا وسمعنا بعض غلاة السلفية هذه يقولون عن أنس بن مالك إنه يفضل عمل المدينة عن حديث رسول الله، وبعضهم يكفرون أبو حامد الغزالي، والحق أن السلف الحق الصالح الذي وجب علينا أن نقتدي به هم ما كانوا من صحابة رسول الله ودولة الخلافة الإسلامية.
الفكرة من كتاب سر تأخر العرب والمسلمين
يتحدث الغزالي في هذا الكتاب عن أسباب تأخر العرب والمسلمين من بعد عصر الخلافة الراشدة حتى عصرنا، حيث يتعقب الأسباب الكامنة وراء هذا التأخر، يبرزها ويحللها، يعرفنا بما مر علينا من مصاب في ديننا سواء من المنتمين له أو أعداء الدين، فيحيط بالأسباب السياسية والاجتماعية والثقافية له، ويحذرنا من التفريط والغلو وكيف أن تفريطنا في الدين وأساسيات العقيدة وغلو بعض المتعصبين هو ما أوصلنا إلى هذا الضعف والتخلف الحضاري بعد أن كان الإسلام يفتح العالم ويسبقه في كل الميادين.
مؤلف كتاب سر تأخر العرب والمسلمين
محمد الغزالي (1917 – 1996)، عالم ومفكر إسلامي مصري، ويعدَّ من أبرز المفكرين والدعاة المجددين الذين يحاربون التشدد والغلو في الدين، ولقب بأديب الدعوة.
ألَّف العديد من الكتب في تجديد الفكر الإسلامي ومحاربة التعصب، والأخلاق والآداب الإسلامية، من أشهرها:
جدد حياتك.
فقه السيرة.
الإسلام والطاقات المعطلة.
الاستعمار أحقاد وأطماع.